الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب التاسع والستون ومائتان في معرفة علم اليقين]

و قال في الباب التاسع والستين ومائتين: في قوله تعالى: كَلاّٰ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اَلْيَقِينِ ( 5 ) [التكاثر: 5] . الآية. اعلم أن علم اليقين هو ما أعطاه الدليل الذي لا يقبل الدخل ولا الشبهة وعين اليقين هو ما أعطاه المكاشفة والشهود وحق اليقين هو ما حصل في القلب من العلم بما أريد له ذلك المشهود، مثال علم اليقين الذي لا يدخله شبهة، ولا يقدح في دليله دخل علمنا بأن للّه تعالى بيتا يسمى الكعبة بقرية تسمى مكة يحج الناس إليه في كل سنة، ويطوفون به ثم إنه عند الوصول إليه شوهد فهذا عين اليقين الذي كان قبل هذا الشهود علم اليقين فإنه قد حصل في النفس برؤيته ما لم يكن عندها قبل رؤيته ذوقا ثم لما فتح اللّه عين بصيرة هذا المشاهد في كون هذا البيت مضافا إلى اللّه مقصودا دون غيره من البيوت المضافة إلى اللّه فعلم علة ذلك ونسبته بإعلام اللّه لا بنظره واجتهاده فكان علمه بذلك حقا يقينيا مقررا عنده لا يتزلزل فما كل حق له قرار ولا كل علم ولا كل عين كذلك فلذلك صحت الإضافة ولو كان علم اليقين وعينه، وحقه نفس اليقين ما صحت الإضافة لأن الشيء الواحد لا يضاف إلى نفسه إذ الإضافة لا تكون إلا بين مضاف ومضاف إليه، فطلب الكثرة حتى يصح وجودها وأطال في بيان الفرق بين هذه المراتب فليتأمل فإنه نفيس.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!