الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السادس عشر» في معرفة المنازل السفلية والعلوم الكونية]

و قال في الباب السادس عشر: ما دخل التلبيس على السوفسطائية إلا من تشكيك إبليس لهم في الحواس وإدخال الغلط عليهم فيها وهي التي يستند إليها أهل النظر في صحة أداتهم فلما أظهر لهم إبليس الغلط في ذلك قالوا ما ثم علم أصلا يوثق به فإن قيل لهم فهذا علم بأنه ماثم علم فما مستندكم وأنتم غير قائلين به قالوا وكذلك نقول إن قولنا هذا ليس بعلم هو من جملة الأغاليط قال الشيخ رحمه اللّه تعالى وهذا من جملة ما أدخل عليهم إبليس من الشبه وأما نحن فقد حفظنا اللّه من ذلك فلم نجعل للحس غلطا جملة واحدة وإنما الحاكم على الحس هو الذي يغلط كصاحب المرة الصفراء يجد طعم العسل مر وليس هو بمر في نفسه بدليل ذوق غيره للعسل ووجدانه الحلاوة ولو أن صاحب المرة أصاب لعرف العلة فلم يحكم على السكر بالمرارة وعرف أن الحس الذي هو الشاهد مصيب على كل حال وأن القاضي على الحس يخطئ ويصيب وذكر الشيخ ذلك أيضا في الباب الرابع والثلاثين فراجعه. وقال في قوله تعالى: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ومِنْ خَلْفِهِمْ وعَنْ أَيْمٰانِهِمْ وعَنْ شَمٰائِلِهِمْ [الأعراف: 17] إنما لم يذكر العلو والسفل لأن هذه الجهات الأربع المذكورة هي التي يأتي الشيطان منها إلى الإنسان فإن جاءك من بين يديك فاطرده بالكشف والبرهان غير ذلك لا يكون وإن جاءك من خلفك فاطرده بالصدق وترك الشهوات وإن جاءك من يمينك الذي هو الجهة الموصوفة بالقوة ليضعف يقينك وإيمانك بإلقاء الشبه في أدلتك فكن موسوي المقام وتذكر قصته مع السحرة حتى آمنوا وإن جاءك من جهة الشمال فاطرده بدلائل التوحيد وعلم النظر فإن الخلف للمعطلة والمشركين كما أن اليمين للضعف والأمام للتشكيك في الحواس ومن هنا دخل اللبس على السوفسطائية كما مر وسيأتي بسطه قريبا.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!