الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الرابع والثلاثون ومائتان في الرهبة]

و قال في الباب الرابع والثلاثين ومائتين: من النكت الجليلة التي ينبغي التنبيه عليها: أن تعلم يا أخي أن المؤمن لا يأتي قط معصية توعد اللّه عليها بالعقوبة إلا ويجد في نفسه عند الفراغ منها الندم وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «الندم توبة» ، وقد قام به الندم فهو تائب فإذا قبله الحق سقطت عنه العقوبة فإنه لا بد للمؤمن أن يكره المخالفة ولا يرضى بها في حال عملها فهو من كونه كارها لها ومؤمنا بأنها معصية ونادما عليها ذو عمل صالح وهو من كونه فاعلا لها ذو عمل سيء فهو من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى اللّه أن يتوب عليهم وعسى من اللّه واجبة الوقوع فلا بد له من التوبة وحاصل الأمر أنه ذو عمل صالح من ثلاثة وجوه وذو عمل سيئ من وجه واحد كما مر وقال في قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ( 7 ) ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( 8 ) [الزلزلة: 7 - 8] . لم يتعرض سبحانه في هذه الآية للمؤاخذة به ولكن لا بد من رؤيته لكل ما عمله فإن كان ممن غفر له فإنه يرى عظيم ما جنى وعظيم نعمة اللّه عليه بالمغفرة والكريم إذا ما توعد تجاوز، وعفا، واللّه أولى بهذه الصفة من الكرام من عبيده وأطال في ذلك، واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!