الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الخامس والعشرون ومائتان في معرفة الزوائد]

و قال في الباب الخامس والعشرين ومائتين في قول اللّه عزّ وجلّ حكاية عن إبراهيم عليه السلام: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ اَلْمَوْتىٰ قٰالَ ولَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ ولٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [البقرة: 260] . أي: بل آمنت ولكن لوجود الإحياء وجوه كثيرة كما كان وجود الخلق فمن الخلق من أوجدته يا رب عن كن ومنهم من أوجدته بيدك، ومنهم من أوجدته بيديك، ومنهم من أوجدته ابتداء، ومنهم من وجدته عن خلق آخر. فطلبت العلم بكيفية الأمر فإن كان واحدا فأي واحد من هذه الأمور والأنواع، فإذا أعلمتني به اطمأن قلبي، وسكن بحصول ذلك الوجه والزيادة من العلم مما أمرتنا به فأحال سبحانه وتعالى إبراهيم على الكيفية بالطيور الأربعة التي هي مثال الطبائع الأربعة إخبارا بأن وجود الآخرة طبيعي يعني: فتحشر الأجسام الطبيعية إذ كان ثم من يقول: لا تحشر الأجسام وإنما الحشر حشر النفوس بالموت إلى النفس الكلية مجردة عن الهياكل الطبيعية فأخبر اللّه تعالى إبراهيم أن الأمر ليس هو كما زعم هؤلاء فأحاله على أمر موجود عنده تصرف فيه إعلاما بأن الطبائع لو لم تكن معلومة مشهودة متميزة عند اللّه لم تتميز فما أوجد العالم الطبيعي إلا من شيء معلوم عنده مشهود له نافذ التصرف فيه فجمع بعضه إلى بعض فظهر الجسم على هذا الشكل الخاص وبان لإبراهيم بإحالته على الأطيار الأربعة وجود الأمر الذي فعله الحق تعالى في إيجاد الأجسام الطبيعية والعنصرية فأجسام أهل السعادة طبيعية وأجسام أهل النار عنصرية، ولذلك لا تفتح لهم أبواب السماء إذ لو فتحت لخرجوا عن العناصر بالترقي فافهم هداك اللّه تعالى.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!