اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من ظهر بصفته لم يؤاخذه الله]
فمن ظهر بصفته لم يؤاخذه الله لأنه كيف يؤاخذه إذا ظهر بما هو حق له ولما لم يكن لهم الجبروت وما في معناه وظهروا به أهلكهم الله فتحقق عند العارفين أنها صفة الحق تعالى ظهرت فيمن أراد الله أن يشقيه فتواضع العارفون للجبابرة والمتكبرين من العالم للصفة لا لعينهم إذ كان الحق هو مشهودهم في كل شيء حتى الانحناء في السلام عند الملاقاة ربما انحنى العارفون لإخوانهم عند ما يلقونهم في سلامهم فيسر بذلك الشخص الذي ينحني من أجله وسروره إنما هو من جهله بنفسه حيث تخيل أن ذلك الانحناء والركوع له ممن لقيه إنما هو لما يستحقه من الرفعة فيفعله عامة الأعاجم مقابلة جهل بجهل وعادة وعرفا وهم لا يشعرون ويفعله العارفون مشاهدة جبروت إلهي يجب الانحناء له إذ لا يرون إلا الله قال لبيد
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
والباطل هو العدم بلا شك والوجود كله حق فما ركع الراكع إلا لحق وجودي