اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«فصل» في الواحدة التي يعظ بها الواعظ
وهي أن يقوم من أجل الله إذا رأيت من فعل الله في كونه ما أمرك أن تقوم له فيه إما غيرة وإما تعظيما فقوله في القيام مثنى بالله وبرسوله فإنه من أطاع الرسول فَقَدْ أَطاعَ الله فقمت لله بكتاب أو سنة لا تقوم عن هوى نفس ولا عيرة طبيعية ولا تعظيم كوني وفرادي إما بالله خاصة أو لرسوله خاصة كما
قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لا أرى أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الحديث عني فيقول اتل به علي قرآنا إنه والله لمثل القرآن أو أكثر
فقوله أكثر في رفع المنزلة فإن القرآن بينه وبين الله فيه الروح الأمين والحديث من الله إليه ومعلوم أن القرب في الإسناد أعظم رتبة من البعد فيه ولو بشخص واحد ينقص من الطريق وذلك لأنه ينقص حكمه فيه فإنه لا بد أن يكتسب الخبر صورة من المبلغ فلا يبقى على ما هو عليه في الأصل الذي ينقل عنه ولا يكون في الصدق في قول المخبر هذا كلام فلان مثل من ينقله عنه أو يسمعه منه وذلك لتبدل اللغة واللسان فيه فإن الترجمان لا ينقل عين ما تكلم به من ينقل عنه وإنما يتكلم في نقله بما فهمه منه وإذا كنت أنت الذي تنقل عنه كنت في طبقته وقد تفهم منه أمرا لم يفهمه منه المترجم لك عنه فبهذا كان الحدي