اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الجود الإلهي لا يزال يمتن على الأعيان بالإيجاد]
واعلم أن الله تعالى لم يزل ناظرا إلى أعيان الأشياء الممكنة في حال عدمها وأن الجود الإلهي لا يزال يمتن عليها بالإيجاد على ما سبق العلم به من تقدم بعضها على بعض في الوجود بالإيجاد ولما كان ما به بقاء عين الجوهر الكل لا يتمكن إلا بقيام بعض الممكنات به مما لا يقوم بنفسه منها لم يزل الحفظ الإلهي يحفظ عليها بقاءها به وهي في ذاتها لا تقبل البقاء إلا زمان وجودها فلا يزال الجود الإلهي يوجد لهذا الجوهر الكل الذي فتح الله
فيه صور العالم ما به بقاؤه من الممكنات الشرطية فلا يزال الله خالقا على الدوام حافظا له على الدوام وكذلك سبحانه وتعالى لو لا أنه أسرى بسر الحياة في الموجودات ما كانت ناطقة ولو لا سريان العلم فيها ما كانت ناطقة بالثناء على الله موجدها ولهذا قال وإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فأتى بلفظ النكرة وما خص شيئا ثابتا من شيء موجود لأنها قبلت شيئية الوجود على الحال التي كانت عليها في شيئية الثبوت وقد أعلمنا الله أنه خاطبها في حال عدمها وإنها امتثلت أمره عند توجه الخطاب فبادرت إلى امتثال ما أمرها به فلو لا أنها منعوتة في حال عدمها بالنعوت التي لها في حال وجودها ما و