اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
«وصل» الخضوع عند تجلى الحق ومناجاته هو المحمود
وما سوى هذا فهو مذموم ويلحق الذم بمن ظهر عليه إلا من يرى الحق في الأشياء كلها من الوجه الإلهي الذي لها ولكن على ميزان محقق لا يتعداه فإن الله قد وضع له ميزانا عندنا في الأرض قال تعالى والسَّماءَ رَفَعَها ووَضَعَ الْمِيزانَ فليصرفه بحسب وضع الحق فهو وإن شهده في كل شيء فما يريد تعالى أن يعامله بمعاملة واحدة في كل شيء بل يحمده في المواضع التي تطلب منه المحامد ويقبل عليه ويعرض عنه في المواضع التي يطلب منه الإعراض عنه فيها فلا يتعدى الميزان الذي يطلبه منه وهذا المشهد المكر فيه خفي ولا مزيل له إلا العلم بالميزان الإلهي المشروع فمن عرفه ووقف عنده وتأدب بآداب الله التي أدب بها رسله فقد فاز وحاز درجة العلم بالله قال تعالى معلما ومؤدبا لمن عظم صفة الله على غير ميزان عَبَسَ وتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى يعني ذلك الجبار وإن الله عند المنكسرة قلوبهم أصحاب العاهات غيبا وهو في الجبابرة المتكبرين ظاهر عينا ولظهور حكم أقوى وكان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حريصا على الناس أن يؤمنوا بوحدانية الله وإزالة العمي الذي كانوا عليه فلما جاء الأعمى في الظاهر البصير في ا