الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

[أن الله سبحانه يغار لعبده المنكسر الفقير أشد مما يغار لنفسه‏]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 691 من الجزء الثاني

اعلم وفقك الله تعالى أن الله سبحانه يغار لعبده المنكسر الفقير أشد مما يغار لنفسه فإنه طلب من عباده أن يغار والله إذا انتهكت حرماته غير إن غيرتك لله تعود محمدتها عليك وغيرته عز وجل لك تعود محمدتها أيضا عليك لا عليه فهو سبحانه وتعالى يثني عليك بغيرته لك ويثني عليك بغيرتك له فأنت المحمود على كل حال وبكل وجه وهذا الفصل أرفع مقام يكون للعبد ليس وراء مقام أصلا فينبغي للعبد أن يغار لنفسه في هذا المقام ولا بد فإن الله يغار له فإذا حضر ملك مطاع نافذ الأمر وقد جاءك مع عظم مرتبته زائرا وجاءك فقير ضعيف في ذلك الوقت زائرا أيضا فليكن قبولك على الفقير وشغلك به إلى أن يفرغ من شأنه الذي جاء إليه فإن تجلى الحق عند ذلك الفقير أعلى وأجل من تجليه في صورة ذلك الملك فإنك تعاين الحق في الملك المطاع تجليا في غير موطنه اللائق به على غير وجه التنزيه الذي ينبغي له وأنى للعبد برتبة السيادة فإذا ظهر فيها وبها فقد أخل بها وأشكل الأمر على الأجانب فما عرفوا السيد من العبد إذا رأوه على صورته في مرتبته ولذلك قال تعالى واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ول


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!