اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الأرواح المدبرة للصور كانت موجودة في حضرة الجمال]
فاعلم إن الناس اختلفوا في هذه المسألة على ما ذكرنا تفصيله والتحقيق في ذلك عندنا إن الأرواح المدبرة للصور كانت موجودة في حضرة الجمال غير مفصلة لأعيانها مفصلة عند الله في علمه فكانت في حضرة الإجمال كالحروف الموجودة بالقوة في المداد فلم تتميز لأنفسها وإن كانت متميزة عند الله مفصلة في حال إجمالها فإذا كتب القلم في اللوح ظهر صور الحروف مفصلة بعد ما كانت مجملة في المداد فقيل هذا ألف وباء وجيم ودال في البسائط وهي أرواح البسائط وقيل هذا قام وهذا زيد وهذا خرج وهذا عمرو وهي أرواح الأجسام المركبة ولما سوى الله صور العالم أي عالم شاء كان الروح الكل كالقلم واليمين الكاتبة والأرواح كالمداد في القلم والصور كمنازل الحروف في اللوح فنفخ الروح في صور العالم فظهرت الأرواح متميزة بصورها فقيل هذا زيد وهذا عمرو وهذا فرس وهذا فيل وهذه حية وكل ذي روح وما ثم إلا ذو روح لكنه مدرك وغير مدرك فمن الناس من قال إن الأرواح في أصل وجودها متولدة من مزاج الصورة ومن الناس من منع من ذلك ولكل واحد وجه يستند إليه في ذلك والطريقة الوسطى ما ذهبنا إليه وهو قوله ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ وإذا سوى الله الصور الجسمية فف