اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة منزل من قيل له كن وأبى ولم يكن من الحضرة المحمدية
لو مشيت إلى بيتك قبل أن تأتيني ومت مت خائنا فالعاقل من لا يعد ولا يحمل أمانة وحكم الأمانة إنما هي لمن توصل إليه لا لمن يحملك إياها قال تعالى إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ولا شك ولا خفاء أنه في طبع كل شيء القلق مما يثقل عليه حتى يخرجه عنه لكونه ليس له ما ثقل عليه وإنما هو أمر زائد فإذا كان ذلك الأمر له زال ذلك الثقل وفرح به حيث صار ملكه وظهرت له سيادته عليه أ لا ترى أن الإنسان إذا أودعت عنده مالا كيف يجد ثقله عليه ويتكلف حفظه وصيانته فإذا قال له رب المال قد وهبته لك وأخرجته عن ملكي وخرجت عنه كيف يرجع حمل ذلك المال عنده خفيفا ويسر به سرورا عظيما ويعظم قدر ذلك الواهب في نفسه كذلك العبد أوصاف الحق عنده أمانة لا يزال العارف بكونها أمانة عنده تثقل عليه بمراقبته كيف يتصرف بها وأين يصرفها ويخاف أن يتصرف فيها تصرف الملاك فإذا ثقل عليه ذلك ردها إلى صاحبها وبقي ملتذا خفيفا
بعبوديته التي هي ملك له بل هي حقيقته إذ الزائد عليه قد زال عنه وحصل له الثناء الإلهي بأداء أمانته سالمة فقد أفلح من لم يتعد قدره كما يقال في المثل ما هلك امرؤ عرف قدره ومن هذا ال