اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الله جعل في القوة المفكرة التصرف في الموجودات]
واعلموا أن الله تعالى لما خلق القوة المسماة عقلا وجعلها في النفس الناطقة ليقابل بها الشهوة الطبيعية إذا حكمت على النفس أن تصرفها في غير المصرف الذي عين لها الشارع فعلم الله أنه قد أودع في قوة العقل القبول لما يعطيه الحق ولما تعطيه القوة المفكرة وقد علم الله أنه جعل في القوة المفكرة التصرف في الموجودات والتحكم فيها بما يضبطه الخيال من الذي أعطته القوي الحسية ومن الذي أعطته القوة المصورة مما لم تدركه من حيث المجموع بالقوة الحسية فعلم أنه لا بد أن تحكم عليه القوة المفكرة بالتفكر في ذات موجدة وهو الله تعالى فأشفق عليها من ذلك لما علمه من قصورها عن درك ما ترومه من ذلك فخاطبها قرآنا ويُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ والله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ يقول ما حذرناكم من النظر في ذات الله إلا رحمة بكم وشفقة عليكم لما نعلم ما تعطيه القوة المفكرة للعقل من نفي ما نثبته على ألسنة رسلي من صفاتي فتردونها بأدلتكم فتحرمون الايمان فتشقون شقاوة الأبد ثم
أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن ينهانا أن نفكر في ذات الله
كما فعل بعض عباد الله فأخذوا يتكلمون في ذات الله من أهل النظر واختلفت مقالاته