الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
||
الباب: | فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة |
الصفحة 371 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)من الباب الموفي مائتين المكانة أمانة فلا تجرحها بالخيانة فإن الله أمر بأدائها إلى أهلها فقبولها عرض وأداؤها فرض وما يقبلها إلا من جهلها والقابل لها بطريق الجبر مضطر فعذره مقبول وليس بالظلوم الجهول والقابل لها بالاختيار مدخل نفسه تحت حكم الاضطرار فيعود مملوكا وقد كان مالكا وكان ناجيا فعاد هالكا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الإمامة إنها ندامة يوم القيامة وذلك الأمير المختار لا من أخذها بحكم الاضطرار فمن أعطيها أعين عليها ومن طلبها وكله الله إليها وإن كانت منزلتها رفيعة فحجبها منيعة فإن وليت فاستقل ولا تشتغل فإن جبرت ولا بد فاحفظ العهد وأوف بالعقد فالعالم برتبتها إذا وليها حذر لأن مقامها خطر فإياك وإياها وتحفظ من منتهاها ومن ذلك المكانة أمانة من الباب الواحد ومائتين إنما يصحب صاحبها الملل ويقوم به الكسل لما فيها من مراعاة الحقوق وهو أمر يصعب على المخلوق فاعتزل عن صحبة ما يورث الملل والملل سببه الجهالة بالخلق الجديد ولذة المزيد فالملول جهول وفيه أقول أوصيك أوصيك لا تصحب أخا ملل *** ولا تقل إنه من نعت ذي الأزل لأن ذلك أمر ليس يعرفه *** إلا الذي لم يقل في الحق بالعلل وإن ذلك أمر ليس يجهله *** إلا الذي قال خلق الخلق بالحيل إن الملالة لا تعطيك صورتها *** إلا الملام فكن منها على وجل فما يمل جواد من جدي أبدا *** إن الكريم على الإنعام ذو حيل إن كان واجد مال فهو يبذله *** وما أرى لك في الإفلاس من ملل ليس الملالة في النعمى إذا وردت *** إن الملالة في الإفلاس تظهر لي فكل جود فافلاس يحققه *** فقد الجواد له فانظره في مهل لو أن يعطيك ما تحتاج راحته *** إليه لا تصف المعلوم بالبخل إن الكريم الذي يعطيك حاجته *** وذا مقال أنا منه على خجل الحق مر ولا يحلو لذائقه *** إلا إذا كان ذا حكم على الدول [الشطح من الفتح]ومن ذلك الشطح من الفتح من الباب 2و<2 من شطح عن فنا شطح وهذا من أعظم المنح إلا أنه يلتبس على السامع فلا يعرف الجامع من غير الجامع ولهذا الالتباس جعله نقصا بعض الناس من باب سد الذريعة لما فيها بالنظر إلى المخلوق من الألفاظ الشنيعة التي لا تجيزها لهم الشريعة فمن تقوى في هذا الفتح وعلم من نفسه أنه ليس بشاطح لم يظهر عليه شيء من الشطح فلا يظهر الشطح من صاحب هذا الوصف إلا إذا كان في حاله ضعف إلا أن تبين ذلك عند الواصل والسالك أ لا ترى إلى ما قال صاحب القوة والتمكين في إنفاذ الأمر أنا سيد ولد آدم ولا فخر فانظر إلى أدبه في تحلئة كيف تأدب مع أبيه وما ذكر غير إخوته فالأديب من أخذ بأسوته فإن ربه أدبه ومن أدبه الحق أنزل الناس منازلهم لما تحقق [الطالع ضليع لا ظالع]ومن ذلك الطالع ضليع لا ظالع من الباب 2و<3 الطالع يتأخر لأنه به تعثر والضليع تقدم ليكون في الصف المقدم أ لا ترى المسمى بالأول كيف رغب في الصف الأول وحكم فيه بالاقتراع لما فيه من الاعتلاء والارتفاع فالظالع يدافع المنازع فهو علم في رأسه نار لما يأتي به من الأخبار فيستفهمه من ورد عليه لينظر فيما أتى به إليه كان طالع موسى الجبل وطالع الخليل النور الذي أفل فأعقب ذلك الأفول الحق كما أعقب اندكاك الجبل الصعق فما أصعق الكليم إلا الذي دك الجبل العظيم فما أفاق الكليم من صعقته إلا لما بقي عليه من أداء نبوته وإن كان الإنسان أقوى من الجبال ولا سيما إذا كان من الأبدال وقد صح ذلك بالخبر النبوي عن الله العلي ولكن قد ثبت عنه في الكتاب المكنون إن خلق السَّماواتِ والْأَرْضِ أَكْبَرُ من خَلْقِ النَّاسِ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فدخل تحت هذا المقال ما في الأرض من الجبال فسلم تسلم وافهم الأمر واكتم [الإياب ذهاب]ومن ذلك الإياب ذهاب من الباب 2و<4 الذهاب إليه إحالة منه عليه من أمرك في |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |