الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - خطبة الكتاب‏

[خطبة الكتاب‏]

[تأملات في الحقيقة الوجودية]

الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدمه وأوقف وجودها على توجه كلمة لنحقق بذلك سر حدوثه وقدمها من قدمه ونقف عند هذا التحقيق على ما أعلمنا به من صدق قدمه فظهر سبحانه وظهر وأظهر وما بطن ولكنه بطن وأبطن وأثبت له الاسم الأول وجود عين العبد وقد كان ثبت وأثبت له الاسم الآخر تقدير الفناء والفقد وقد كان قبل ذلك ثبت فلو لا العصر والمعاصر والجاهل والخابر ما عرف أحد معنى اسمه الأول والآخر ولا الباطن والظاهر وإن كانت أسماؤه الحسنى على هذا الطريق الأسنى ولكن بينها تباين في المنازل يتبين ذلك عند ما تتخذ وسائل لحلول النوازل فليس عبد الحليم هو عبد الكريم وليس عبد الغفور هو عبد الشكور فكل عبد له اسم هو ربه وهو جسم ذلك الاسم قلبه فهو العليم سبحانه الذي علم وعلم والحاكم الذي حكم وحكم والقاهر الذي قهر وأقهر والقادر الذي قدر وكسب ولم يقدر الباقي الذي لم تقم به صفة البقاء والمقدس عند المشاهدة عن المواجهة والتلقاء بل العبد في ذلك الموطن الأنزه لا حق بالتنزيه لا أنه سبحانه وتعالى في ذلك المقام الأنزه يلحقه التشبيه فتزول من العبد في تلك الحضرة الجهات وينعدم عند قيام النظرة به منه الالتفات أحمده حمد من علم أنه سبحانه علا في صفاته وعلي وجل في ذاته وجلى وأن حجاب العزة دون سبحانه مسدل وباب الوقوف على معرفة ذاته مقفل إن خاطب عبده فهو المسمع السميع وإن فعل ما أمر بفعله فهو المطاع المطيع ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على حكم الطريقة للخليفة

 

الرب حق والعبد حق

***

يا ليت شعري من المكلف‏
إن قلت عبد فذاك ميت

***

وقلت رب أنى يكلف‏

فهو سبحانه يطيع نفسه إذا شاء يخلقه وينصف نفسه مما تعين عليه من واجب حقه فليس إلا أشباح خالية على عروشها خاوية وفي ترجيع الصدى سر ما أشرنا إليه لمن اهتدى وأشكره شكر من تحقق أن بالتكليف ظهر الاسم المعبود وبوجود حقيقة لا حول ولا قوة إلا بالله ظهرت حقيقة الجود وإلا فإذا جعلت الجنة جزاء لما عملت فأين الجود الإلهي الذي عقلت فأنت عن العلم بأنك لذاتك موهوب وعن العلم بأصل نفسك محجوب فإذا كان ما تطلب به الجزاء ليس لك فكيف ترى عملك فاترك الأشياء وخالقه والمرزوقات ورازقها فهو سبحانه الواهب الذي لا يمل والملك الذي عز سلطانه وجل اللطيف بعباده الخبير الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

[تأملات في الحقيقة المحمدية]

و الصلاة على سر العالم ونكتته ومطلب العالم وبغيته السيد الصادق المدلج إلى ربه الطارق المخترق به السبع الطرائق ليريه من أسرى به ما أودع من الآيات والحقائق فيما أبدع من الخلائق الذي شاهدته عند إنشائي هذه الخطبة في عالم حقائق المثال في حضرة الجلال مكاشفة قلبيه في حضرة غيبية ولما شهدته صلى الله عليه وسلم في ذلك العالم سيدا معصوم المقاصد محفوظ المشاهد منصورا مؤيد وجميع الرسل بين يديه مصطفون وأمته التي هي خير أمة عليه ملتفون وملائكة التسخير من حول عرش مقامه حافون والملائكة المولدة من الأعمال بين يديه صافون والصديق على يمينه الأنفس والفاروق على يساره الأقدس والختم بين يديه قد حثى يخبره بحديث الأنثى وعلي صلى الله عليه وسلم يترجم عن الختم بلسانه وذو النورين‏

مشتمل برداء حيائه مقبل على شأنه فالتفت السيد الأعلى والمورد العذب الأحلى والنور الأكشف الأجلى فرآني وراء الختم لاشتراك بيني وبينه في الحكم فقال له السيد هذا عديلك وابنك وخليلك أنصب له منبر الطرفاء بين يدي ثم أشار إلى أن قم يا محمد عليه فأثن على من أرسلني وعلي فإن فيك شعرة مني لا صبر لها عني هي السلطانة في ذاتيتك فلا ترجع إلي إلا بكليتك ولا بد لها من الرجوع إلى اللقاء فإنها ليست من عالم الشقاء فما كان مني بعد بعثي شي‏ء في شي‏ء إلا سعد وكان ممن شكر في الملإ الأعلى وحمد فنصب الختم المنبر في ذلك المشهد الأخطر وعلى جبهة المنبر مكتوب بالنور الأزهر هذا هو المقام المحمدي الأطهر من رقى فيه فقد ورثه وأرسله الحق حافظا لحرمة الشريعة وبعثه ووهبت في ذلك الوقت مواهب الحكم حتى كأني أوتيت جوامع الكلم فشكرت الله عز وجل وصعدت أعلاه وحصلت في موضع وقوفه صلى الله عليه وسلم ومستواه وبسط لي على الدرجة التي أنا فيها كم قميص أبيض فوقفت عليه حتى لا أباشر الموضع الذي باشره صلى الله عليه وسلم بقدميه تنزيها له وتشريف وتنبيها لن وتعريفا أن المقام الذي شاهده من ربه لا يشاهده الورثة إلا من وراء ثوبه ولو لا ذلك لكشفنا ما كشف وعرفنا ما عرف أ لا ترى من تقفو أثره لتعلم خبره لا تشاهد من طريق سلوكه ما شهد منه ولا تعرف كيف تخبر بسلب الأوصاف عنه فإنه شاهد مثلا ترابا مستويا لا صفة له فمشى عليه وأنت على أثره لا تشاهد إلا أثر قدميه وهنا سر خفي إن بحثت عليه وصلت إليه وهو من أجل أنه إمام وقد حصل له الإمام لا يشاهد أثر ولا يعرفه فقد كشفت ما لا يكشفه وهذا المقام قد ظهر في إنكار موسى صلى الله على سيدن وعليه وعلى الخضر فلما وقفت ذلك الموقف الأسنى بين يدي من كان من ربه في ليلة إسرائه قابَ قَوْسَيْنِ وأَدْنى‏ قمت مقنعا خجلا ثم أيدت بروح القدس فافتتحت مرتجل

يا منزل الآيات والأنباء

***

أنزل على معالم الأسماء
حتى أكون لحمد ذاتك جامع

***

بمحامد السراء والضراء

ثم أشرت إليه صلى الله عليه وسلم‏

ويكون هذا السيد العلم الذي

***

جردته من دورة الخلفاء
وجعلته الأصل الكريم وآدم

***

ما بين طينة خلقه والماء
ونقلته حتى استدار زمانه

***

وعطفت آخره على الإبداء
وأقمته عبدا ذليلا خاضع

***

دهرا يناجيكم بغار حراء
حتى أتاه مبشرا من عندكم

***

جبريل المخصوص بالأنباء
قال السلام عليك أنت محمد

***

سر العباد وخاتم النباء
يا سيدي حقا أقول فقال لي

***

صدقا نطقت فأنت ظل ردائي‏
فاحمد وزد في حمد ربك جاهد

***

فلقد وهبت حقائق الأشياء
وانثر لنا من شأن ربك ما انجلى

***

لفؤادك المحفوظ في الظلماء
من كل حق قائم بحقيقة

***

يأتيك مملوكا بغير شراء

[نشأة الكون وظهور الكائنات‏]

ثم شرعت في الكلام بلسان العلام فقلت وأشرت إليه صلى الله عليه وسلم حمدت من أنزل عليك الكتاب المكنون الذي لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ المنزل بحسن شيمك وتنزيهك عن الآفات وتقديسك فقال في سورة ن (بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ ثم غمس قلم الإرادة في مداد العلم وخط بيمين القدرة في اللوح المحفوظ المصون كل ما كان وما هو كائن وسيكون وما لا يكون مما لو شاء وهو لا يشاء أن يكون لكان كيف يكون من قدره المعلوم الموزون وعلمه الكريم المخزون ف سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ذلك الله الواحد الأحد فتعالى عما أشرك به المشركون فكان أول اسم كتبه ذلك القلم الأسمى دون غيره من الأسماء إني أريد أن أخلق من أجلك يا محمد العالم الذي هو ملكك فأخلق جوهرة الماء فخلقتها دون حجاب العزة الأحمى وأنا على ما كنت عليه ولا شي‏ء معي في عما فخلق الماء سبحانه بردة جامدة كالجوهرة في الاستدارة والبياض وأودع فيها بالقوة ذوات الأجسام وذوات الأعراض ثم خلق العرش واستوى عليه اسمه الرحمن ونصب الكرسي وتدلت إليه القدمان فنظر بعين الجلال إلى تلك الجوهرة فذابت حياء وتحللت أجزاؤها فسألت ماء وكانَ عَرْشُهُ عَلَى ذلك الْماءِ قبل وجود الأرض والسماء وليس في الوجود إذ ذاك إلا حقائق المستوي عليه والمستوي والاستواء فأرسل النفس فتموج الماء من زعزعه وأزبد وصوت بحمد الحمد المحمود الحق عند ما ضرب بساحل العرش فاهتز الساق وقال له أنا أحمد فخجل الماء ورجع القهقري يريد ثبجه وترك زبده بالساحل الذي أنتجه فهو مخضة ذلك الماء الحاوي على أكثر الأشياء فأنشأ سبحانه من ذلك الزبد الأرض مستديرة النش‏ء مدحية الطول والعرض ثم أنشأ الدخان من نار احتكاك الأرض عند فتقها ففتق فيه السموات العلي وجعله محل الأنوار ومنازل الملإ الأعلى وقابل بنجومها المزينة لها النيرات ما زين به الأرض من أزهار النبات وتفرد تعالى لآدم وولديه بذاته جلت عن التشبيه ويديه فأقام نشأة جسدية وسواها تسويتين تسوية انقضاء أمده وقبول أبده وجعل مسكن هذه النشأة نقطة كرة الوجود وأخفى عينها ثم نبه عباده عليها بقوله تعالى بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فإذا انتقل الإنسان إلى برزخ الدار الحيوان مارت قبة السماء وانشقت فكانت شعلة نار سيال كالدهان فمن فهم حقائق الإضافات عرف ما ذكرنا له من الإشارات فيعلم قطعا إن قبة لا تقوم من غير عمد كما لا يكون والد من غير إن يكون له ولد فالعمد هو المعنى الماسك فإن لم ترد أن يكون الإنسان فاجعله قدرة المالك فتبين أنه لا بد من ماسك يمسكه وهي مملكة فلا بد لها من مالك يملكه ومن مسكت من أجله فهو ماسكه ومن وجدت له بسببه فهو مالكه ولما أبصرت حقائق السعداء والأشقياء عند قبض القدرة عليها بين العدم والوجود وهي حالة الإنشاء حسن النهاية بعين الموافقة والهداية وسوء الغاية بعين المخالفة والغواية سارعت السعيدة إلى الوجود وظهر من الشقية التثبط والإباية ولهذا أخبر الحق عن حالة السعداء فقال أُولئِكَ يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ وهُمْ لَها سابِقُونَ يشير إلى تلك السرعة وقال في الأشقياء فَثَبَّطَهُمْ وقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ يشير إلى تلك الرجعة فلو لا هبوب تلك النفحات على الأجساد ما ظهر في هذا العالم سالك غي ولا رشاد ولتلك السرعة والتثبط أخبرتنا صلى الله عليك إن رحمة الله سبقت غضبه هكذا نسب الراوي إليك ثم أنشأ سبحانه الحقائق على عدد أسماء حقه وأظهر ملائكة التسخير على عدد خلقه فجعل لكل حقيقة اسما من أسمائه تعبده وتعلمه وجعل لكل سر حقيقة ملكا يخدمه ويلزمه فمن الحقائق من حجبته رؤية نفسه عن اسمه فخرج عن تكليفه وحكمه فكان له من الجاحدين ومنهم من ثبت الله أقدامه واتخذ اسمه أمامه وحقق بينه وبينه العلامة وجعله أمامه فكان له من الساجدين ثم استخرج من الأب الأول أنوار الأقطاب شموسا تسبح في أفلاك المقامات واستخرج أنوار النجباء نجوما تسبح في أفلاك الكرامات وثبت الأوتاد الأربعة للأربعة الأركان فانحفظ بهم الثقلان فازالوا ميد الأرض وحركتها فسكنت فازينت بحلي أزهاره وحلل نباته وأخرجت بركتها فتنعمت أبصار الخلق بمنظرها البهي ومشامهم بريحها العطري وأحناكهم بمطعومها الشهي ثم أرسل الأبدال السبعة إرسال حكيم عليم ملوكا على السبعة الأقاليم لكل بدل إقليم ووزر للقطب الإمامين وجعلهما إمامين على الزمامين فلما أنشأ العالم على غاية الإتقان ولم يبق أبدع منه كما قال الإمام أبو حامد في الإمكان وأبرز جسدك صلى الله عليك للعيان أخبر عنك الراوي أنك قلت يوما في مجلسك إن الله كان ولا شي‏ء معه بل هو على ما عليه كان وهكذا هي صلى الله عليك حقائق الأكوان فما زادت هذه الحقيقة على جميع الحقائق إلا بكونها سابقة وهن لواحق إذ من ليس مع شي‏ء فليس معه شي‏ء ولو خرجت‏ الحقائق على غير ما كانت عليه في العلم لانمازت عن الحقيقة المنزهة بهذا الحكم فالحقائق الآن في الحكم على ما كانت عليه في العلم فلنقل كانت ولا شي‏ء معها في وجوده وهي الآن على ما كانت عليه في علم معبودها فقد شمل هذا الخبر الذي أطلق على الحق جميع الخلق ولا تعترض بتعدد الأسباب والمسببات فإنها ترد عليك بوجود الأسماء والصفات وإن المعاني التي تدل عليها مختلفات فلو لا ما بين البداية والنهاية سبب رابط وكسب صحيح ضابط ما عرف كل واحد منهما بالآخر ولا قيل على حكم الأول يثبت الآخر وليس إلا الرب والعبد وكفى وفي هذا غنية لمن أراد معرفة نفسه في الوجود وشفا أ لا ترى أن الخاتمة عين السابقة وهي كلمة واجبة صادقة فما للإنسان يتجاهل ويعمى ويمشي في دجنة ظلماء حيث لا ظل ولا م وإن أحق ما سمع من النب وأتى به هدهد الفهم من سبا وجود الفلك المحيط الموجود في العالم المركب والبسيط المسمى بالهباء وأشبه شي‏ء به الماء والهواء وإن كانا من جملة صوره المفتوحة فيه ولما كان هذا الفلك أصل الوجود وتجلى له اسمه النور من حضرة الجود كان الظهور وقبلت صورتك صلى الله عليك من ذلك الفلك أول فيض ذلك النور فظهرت صورة مثلية مشاهدها عينية ومشاربها غيبية وجنتها عدنية ومعارفها قلمية وعلومها يمينية وأسرارها مدادية وأرواحها لوحية وطينتها آدمية فأنت أب لنا في الروحانية كما كان وأشرت إلى آدم صلى الله عليه في ذلك الجمع أبا لنا في الجسمية والعناصر له أم ووالد كما كانت حقيقة الهباء في الأصل مع الواحد فلا يكون أمر إلا عن أمرين ولا نتيجة إلا عن مقدمتين أ ليس وجودك عن الحق سبحانه وكونه قادرا موقوف وأحكامك عليه من كونه عالما موصوف واختصاصك بأمر دون غيره مع جوازه عليك عليه من كونه مريدا معروفا فلا يصح وجود المعدوم عن وحيد العين فإنه من أين يعقل الأين فلا بد أن تكون ذات الشي‏ء أينا لأمر ما لا يعرفه من أصبح عن الكشف على الحقائق أعمى وفي معرفة الصفة والموصوف تتبين حقيقة الأين المعروف وإلا فكيف تسأل صلى الله عليك بأين وتقبل من المسئول فاء الظرف ثم تشهد له بالإيمان الصرف وشهادتك حقيقة لا مجاز ووجوب لا جواز فلو لا معرفتك صلى الله عليك بحقيقة ما قبلت قولها مع كونها خرساء في السماء ثم بعد أن أوجد العوالم اللطيفة والكثيفة ومهد المملكة وهيأ المرتبة الشريفة أنزل في أول دورة العذراء الخليفة ولذلك جعل سبحانه مدتنا في الدنيا سبع آلاف سنة وتحل بنا في آخرها حال فناء بين نوم وسنة فننتقل إلى البرزخ الجامع للطرائق وتغلب فيه الحقائق الطيارة على جميع الحقائق فترجع الدولة للأرواح وخليفتها في ذلك الوقت طائر له ستمائة جناح وترى الأشباح في حكم التبع للأرواح فيتحول الإنسان في أي صورة شاء لحقيقة صحت له عند البعث من القبور في الإنشاء وذلك موقوف على سوق الجنة سوق اللطائف والمنة فانظروا رحمكم الله وأشرت إلى آدم في الزمردة البيضاء قد أودعها الرحمن في أول الآباء وانظروا إلى النور المبين وأشرت إلى الأب الثاني الذي سمانا مسلمين وانظروا إلى اللجين الأخلص وأشرت إلى من أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله كما جاء به النص وانظروا إلى جمال حمرة ياقوتة النفس وأشرت إلى من بيع بِثَمَنٍ بَخْسٍ وانظروا إلى حمرة الإبريز وأشرت إلى الخليفة العزيز وانظروا إلى نور الياقوتة الصفراء في الظلام وأشرت إلى من فضل بالكلام فمن سعى إلى هذه الأنوار حتى وصل إلى ما يكشفه لك طريقها من الأسرار فقد عرف المرتبة التي لها وجد وصح له المقام الآلي وله سجد فهو الرب والمربوب والمحب والمحبوب‏

انظر إلى بدء الوجود وكن به

***

فطنا تر الجود القديم المحدث
والشي‏ء مثل الشي‏ء إلا أنه

***

أبداه في عين العوالم محدث
إن أقسم الرائي بأن وجوده

***

أزلا فبر صادق لن يحنث
وأقسم الرائي بأن وجوده

***

عن فقده أحرى وكان مثلث

ثم أظهرت أسرار وقصصت أخبارا لا يسع الوقت إيراده ولا يعرف أكثر الخلق إيجادها فتركتها موقوفة على رأس مهيعها خوفا من وضع الحكمة في غير موضعها ثم رددت من ذلك المشهد النومي العلي إلى العالم السفلي فجعلت ذلك الحمد المقدس خطبة الكتاب وأخذت في تتميم صدره ثم أشرع بعد ذلك في الكلام على ترتيب الأبواب والحمد لله الغني الوهاب‏

[رسالة إلى الشيخ عبد العزيز المهدوي‏]

هذه رسالة كتبت بها أما بعد فإنه‏

لما انتهى للكعبة الحسناء

***

جسمي وحصل رتبة الأمناء
وسعى وطاف وثم عند مقامه

***

صلى وأثبته من العتقاء
من قال هذا الفعل فرض واجب

***

ذاك المؤمل خاتم النباء
ورأى بها الملأ الكريم وآدم

***

قلبي فكان لهم من القرناء
ولآدم ولدا تقيا طائع

***

ضخم الدسيعة أكرم الكرماء
والكل بالبيت المكرم طائف

***

وقد اختفى في الحلة السوداء
يرخي ذلاذل برده ليريك في

***

ذاك التبختر نخوة الخيلاء
وأبي على الملإ الكريم مقدم

***

يمشي بأضعف مشية الزمناء
والعبد بين يدي أبيه مطرق

***

فعل الأديب وجبرئيل إزائي‏
يبدي المعالم والمناسك خدمة

***

لأبي ليورثها إلى الأبناء
فعجبت منهم كيف قال جميعهم

***

بفساد والدن وسفك دماء
إذ كان يحجبهم بظلمة طينة

***

عما حوته من سنا الأسماء
وبدا بنور ليس فيه غيره

***

لكنهم فيه من الشهداء
إن كان والدنا محلا جامع

***

للأولياء مع وللأعداء
ورأى المويهة والنويرة جاءت

***

كرها بغير هوى وغير صفاء
فبنفس ما قامت به أضداده

***

حكموا عليه بغلظة وبذاء
وأتى يقول أنا المسبح والذي

***

ما زال يحمدكم صباح مساء
وأنا المقدس ذات نور جلالكم

***

وأتوا في حق أبي بكل جفاء
لما رأوا جهة الشمال ولم يرو

***

منه يمين القبضة البيضاء
ورأوا نفوسهم وعبيدا خشع

***

ورأوه ربا طالب استيلاء
لحقيقة جمعت له أسماء من

***

خص الحبيب بليلة الإسراء
ورأوا منازعة اللعين بجنده

***

يرنو إليه بمقلة البغضاء
وبذات والدنا منافق ذاته

***

حظ العصاة وشهوتا حواء
علموا بأن الحرب حتما واقع

***

منه بغير تردد وإباء
فلذاك ما نطقوا بما نطقوا به

***

فأعذرهم فهم من الصلحاء
فطروا على الخير الأعم جبلة

***

لا يعرفون مواقع الشحناء
ومتى رأيت أبي وهم في مجلس

***

كان الإمام وهم من الخدماء
وأعاد قولهم عليهم ربن

***

عدلا فأنزلهم إلى الأعداء
فحرابة الملإ الكريم عقوبة

***

لمقالهم في أول الآباء
وما ترى في يوم بدر حربهم

***

ونبينا في نعمة ورخاء
بعريشه متملقا متضرع

***

لإلهه في نصرة الضعفاء
لما رأى هذي الحقائق كله

***

معصومة قلبي من الأهواء
نادى فاسمع كل طالب حكمة

***

يطوي لها بشملة وجناء
طي الذي يرجو لقاء مراده

***

فيجوب كل مفازة بيداء
يا راحلا يقص المهامه قاصد

***

نحوي ليلحق رتبة السمراء
قل للذي تلقاه من شجرائي

***

عني مقالة أنصح النصحاء
واعلم بأنك خاسر في حيرة

***

لما جهلت رسالتي وندائي‏
إن الذي ما زلت أطلب شخصه

***

ألفيته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس

***

الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه

***

بحلوله ذي القبلة الزوراء
في عصبة مختصة مختارة

***

من صفة النجباء والنقباء
يمشي بهم في نور علم هداية

***

من هديه بالسنة البيضاء
والذكر يتلى والمعارف تنجلي

***

فيه من الإمساء للامساء
بدرا لأربعة وعشر لا يرى

***

أبدا منور ليلة قمراء
وابن المرابط فيه واحد شأنه

***

جلت حقائقه عن الإفشاء
وبنوه قد حفوا بعرش مكانه

***

فهو الإمام وهم من البدلاء
فكأنه وكأنهم في مجلس

***

بدر تحف به نجوم سماء
وإذا أتاك بحكمة علوية

***

فكأنه ينبي عن العنقاء
فلزمته حتى إذا حلت به

***

أنثى لها نجل من الغرباء
حبر من الأحبار عاشق نفسه

***

سر المجانة سيد الظرفاء
من عصبة النظار والفقهاء

***

لكنه فيهم من الفضلاء
وافى وعندي للتنفل نية

***

في كل وقت من دجى وضحاء
فتركته ورحلت عنه وعنده

***

مني تغير غيرة الأدباء
وبدأ يخاطبني بأنك خنتني

***

في عترتي وصحابتي القدماء
وأخذت تائبنا الذي قامت به

***

داري ولم تخبر به سجرائي‏
والله يعلم نيتي وطويتي

***

في أمر تائبه وصدق وفائي‏
فإنا على العهد القديم ملازم

***

فوداده صاف من الأقذاء
ومتى وقعت على مفتش حكمة

***

مستورة في الغضة الحوراء
متحير متشوف قلنا له

***

يا طالب الأسرار في الإسراء
أسرع فقد ظفرت يداك بجامع

***

لحقائق الأموات والأحياء
نظر الوجود فكان تحت نعاله

***

من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غاية يعنو له

***

إلا هو فهو مصرف الأشياء
لبس الرداء تنزه وإزاره

***

لما أراد تكون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده

***

من غير ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم يكن متكبر

***

وإزار تعظيم على القرناء
فبدا وجود لا تقيده لن

***

صفة ولا اسم من الأسماء
إن قيل من هذ ومن تعني به

***

قلنا المحقق آمر الأمراء
شمس الحقيقة قطبه وإمامه

***

سر العباد وعالم العلماء
عبد تسود وجهه من همه

***

نور البصائر خاتم الخلفاء
سهل الخلائق طيب عذب الجنى

***

غوث الخلائق أرحم الرحماء
جلت صفات جلاله وجماله

***

وبهاء عزته عن النظراء
يمضي المشيئة في البنين مقسم

***

بين العبيد الصم والأجراء
ما زال سائس أمة كانت به

***

محفوظة الأنحاء والأرجاء
شري إذا نازعته في ملكه

***

أرى إذا ما جئته لحباء
صلب ولكن لين لعفاته

***

كالماء يجري من صفا صماء
يغني ويفقر من يشاء فأمره

***

محيي الولاة ومهلك الأعداء
لا أنس إذ قال الإمام مقالة

***

عنها يقصر أخطب الخطباء
كنا بن ورداء وصلى جامع

***

لذواتنا فإنا بحيث ردائي‏
فانظر إلى السر المكتم درة

***

مجلوة في اللجة العمياء
حتى يحار الخلق في تكييفه

***

عينا كحبرة عودة الإبداء
عجبا لها لم تخفها أصدافه

***

الشمس تنفي حندس الظلماء
فإذا أتى بالسر عبد هكذ

***

قيل اكتبوا عبدي من الأمناء
إن كان يبدي السر مستورا فم

***

تدري به أرضي فكيف سمائي‏
لما أتيت ببعض وصف جلاله

***

إذ كان عيي واقفا بحذائي‏
قالوا لقد ألحقته بإلهن

***

في الذات والأوصاف والأسماء
فبأي معنى تعرف الحق الذي

***

سواك خلقا في دجى الأحشاء
قلنا صدقت وهل عرفت محقق

***

من موجد الكون الأعم سوائي‏
فإذا مدحت فإنما أثنى على

***

نفسي فنفسي عين ذات ثنائي‏
وإذا أردت تعرفا بوجوده

***

قسمت ما عندي على الغرماء
وعدمت من عيني فكان وجوده

***

فظهوره وقف على إخفائي‏
جل الإله الحق أن يبدو لن

***

فرد وعيني ظاهر وبقائي‏
لو كان ذاك لكان فردا طالب

***

متجسسا متجسسا لثنائي‏
هذا محال فليصح وجوده

***

في غيبتي عن عينه وفنائي‏
فمتى ظهرت إليكم أخفيته

***

إخفاء عين الشمس في الأنواء
فالناظرون يرون نصب عيونهم

***

سحبا تصرفها يد الأهواء
والشمس خلف الغيم تبدي نوره

***

للسحب والأبصار في الظلماء
فيقول قد بخلت علي وإنه

***

مشغولة بتحلل الأجزاء
لتجود بالمطر الغزير على الثرى

***

من غير ما نصب ولا إعياء
وكذاك عند شروقها في نوره

***

تمحو طوالع نجم كل سماء
فإذا مضت بعد الغروب بساعة

***

ظهرت لعينك أنجم الجوزاء
هذا لميته وذاك لحيه

***

في ذاته وتقول حسن رآء
فخفاؤه من أجلن وظهوره

***

من أجله والرمز في الأفياء
كخفائنا من أجله وظهورن

***

من أجلنا فسناه عين ضيائي‏
ثم التفت بالعكس رمزا ثاني

***

جلت عوارفه عن الإحصاء
فكأننا سيان في أعيانن

***

كصفا الزجاجة في صفا الصهباء
فالعلم يشهد مخلصين تألف

***

والعين تعطي واحدا للرائي‏
فالروح ملتذ بمبدع ذاته

***

وبذاته من جانب الأكفاء
والحس ملتذ برؤية ربه

***

فإن عن الإحساس بالنعماء
فالله أكبر والكبير ردائي

***

والنور بدري والضياء ذكائي‏
والشرق غربي والمغارب مشرقي

***

والبعد قربى والدنو تنائي‏
والنار غيبي والجنان شهادتي

***

وحقائق الخلق الجديد إمائي‏
فإذا أردت تنزها في روضتى

***

أبصرت كل الخلق في مرائي‏
وإذا انصرفت أنا الإمام وليس لي

***

أحد أخلفه يكون ورائي‏
فالحمد لله الذي أنا جامع

***

لحقائق المنشئ والإنشاء
هذا قريضي منبئ بعجائب

***

ضاقت مسالكها على الفصحاء
فاشكر معي عبد العزيز إلهن

***

ولتشكر أيضا إلى العذراء
شرعا فإن الله قال اشكر لن

***

ولوالديك وأنت عين قضائي‏

وبعد حمد الله بحمد الحمد لا بسواه والصلاة التامة على من أسرى به إلى مستواه فاعلم أيها العاقل الأديب الولي الحبيب أن الحكيم إذا نأت به الدار عن قسيمه وحالت صروف الدهر بينه وبين حميمه لا بد أن يعرفه بكل ما اكتسبه في غيبته وما حصله من الأمتعة الحكمية في غيبته ليسر وليه بما أسداه إليه البر الرحيم من لطائفه ومنحه من عوارفه وأودعه من حكمه وأسمعه من كلمه فكان وليه ما غاب عنه بما عرف منه وإن كان الولي أبقاه الله قد أصاب صفاء وده بعض كدر لعرض وظهر منه انقباض عند الوداع لإتمام غرض فقد غمض وليه عن ذلك جفن الانتقاد وجعله من الولي أبقاه الله من كريم الاعتقاد إذ لا يهتم منك إلا من يسأل عنك فليهنأ الولي أبقاه الله فإن القلب سليم والود كما يعلم بين الجوانح مقيم وقد علم الولي أبقاه الله أن الود فيه كان إليا لا غرضي ولا نفسي وثبت هذا عنده قديما عني من غير علة ولا فاقة إليه ولا قلة ولا طلب لمثوبة ولا حذر من عقوبة وربما كان من الولي حفظه الله تعالى في الرحلة الأولى التي رحلت إليه سنة تسعين وخمسمائة عدم التفات فيها إلى جانبي ونفور عن الجري على مقاصدي ومذاهبي لما لاحظ فيها رضي الله عنه من النقص وعذرته في ذلك فإنه أعطاه ذلك مني ظاهر الحال وشاهد النص فإني سترت عنه وعن بنيه ما كنت عليه في نفسي بما أظهرته إليهم من سوء حالي وشره حسي وربما كنت ألوح لهم أحيانا على طريق التنبيه فيأبى الله أن يلحظني واحد منهم بعين التنزيه ولقد قرعت أسماعهم يوما في بعض المجالس والولي أبقاه الله في صدر ذلك المجلس جالس بأبيات أنشدته وفي كتاب الإسراء لنا أودعته وهي‏

أنا القرآن والسبع المثاني

***

وروح الروح لا روح الأواني‏
فؤادي عند معلومي مقيم

***

يشاهده وعندكم لساني‏
فلا تنظر بطرفك نحو جسمي

***

وعد عن التنعم بالمغاني‏
وغص في بحر ذات الذات تبصر

***

عجائب ما تبدت للعيان‏
وأسرار تراءت مبهمات

***

مسترة بأرواح المعاني‏

فو الله ما أنشدت من هذه القطعة بيتا إل وكأني أسمعه ميت وسبب ذلك حكمة أبغي رضاه وحاجة في نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها وما أحس بي من ذلك الجمع المكرم إلا أبو عبد الله بن المرابط كليمهم المبرز المقدم ولكن بعض إحساس والغالب عليه في أمري الالتباس وأما الشيخ المسن المرحوم جراح فكنت قد تكاشفت معه على نية في حضرة عليه ولم أزل بعد مفارقتي حضرة الولي أبقاه الله له ذاكر ولأحواله شاكر وبمناقبه ناطق ولآدابه عاشق وربما سطرت من ذلك في الكتب ما سارت به الركبان وشهر في بعض البلدان وقد وقف الولي عليه ورأى بعض ما لديه فقد ثبت له الود مني قبل سبب يقتضيه وغرض عاجل وآجل يثبته في النفس ويمضيه ثم كان الاجتماع بالولي تولاه الله بعد ذلك بأعوام في محله الأسنى وكانت الإقامة معه تسعة أشهر دون أيام في العيش الأرغد الأهنى عيش روح وشبح وقد جاد كل واحد منا بذاته على صفيه وسمح ولي رفيق وله رفيق وكلاهما صديق وصديق فرفيقه شيخ عاقل محصل ضابط يعرف بأبي عبد الله بن المرابط ذو نفس أبية وأخلاق رضية وأعمال زكية وخلال مرضية يقطع الليل تسبيح وقرآن ويذكر الله على أكثر أحيانه سر وإعلانا بطل في ميدان المعاملات فهم لما يرد به صاحب المنازل والمنازلات منصف في حاله مفرق بين حقه ومحاله وأما رفيقي فضياء خالص ونور صرف حبشي اسمه عبد الله بدر لا يلحقه خسف يعرف الحق لأهله فيؤديه ويوقفه عليهم ولا يعديه قد نال درجة التمييز وتخلص عند السبك كالذهب الإبريز كلامه حق ووعده صدق فكنا الأربعة الأركان التي قام عليها شخص العالم والإنسان فافترقن ونحن على هذه الحال لانحراف قام ببعض هذه المحال فإني كنت نويت الحج والعمرة ثم أسرع إلى مجلسه الكريم الكرة فلما وصلت أم القرى بعد زيارتي الخليل الذي سن القرى وبعد صلاتي بالصخرة والأقصى وزيارة سيدي سيد ولد آدم ديوان الإحاطة والإحصاء أقام الله في خاطري أن أعرف الولي أبقاه الله بفنون من المعارف حصلتها في غيبتي وأهدى إليه أكرمه الله من جواهر العلم التي اقتنيتها في غربتي فقيدت له هذه الرسالة اليتيمة التي أوجدها الحق لأعراض الجهل تميمة ولكل صاحب صفي ومحقق صوفي ولحبيبنا الولي وأخينا الذكي وولدنا الرضي عبد الله بدر الحبشي اليمني معتق أبي الغنائم ابن أبي الفتوح الحراني وسميتها رسالة الفتوحات المكية في معرفة الأسرار المالكية والملكية إذ كان الأغلب فيما أودعت هذه الرسالة ما فتح الله به علي عند طوافي ببيته المكرم وقعودي مراقبا له بحرمه الشريف المعظم وجعلتها أبوابا شريفة وأودعتها المعاني اللطيفة فإن الإنسان لا تسهل عليه شدائد البداية إلا إذا عرف شرف الغاية ولا سيما إن ذاق من ذلك عذوبة الجنى ووقع منه بموقع المني فإذا حصر الباب البصر تردد عليه عين بصيرة الحكيم فنظر فاستخرج اللآلي والدرر ويعطيه الباب عند ذلك ما فيه من حكم روحانية ونكت ربانية على قدر نفوذه وفهمه وقوة عزمه ووهمه واتساع نفسه من أجل غطسه في أعماق بحار علمه‏

لما لزمت قرع باب الله

***

كنت المراقب لم أكن باللاهي‏
حتى بدت للعين سبحة وجهه

***

وإلى هلم لم تكن إلا هي‏
فاحطت علما بالوجود فما لن

***

في قلبنا علم بغير الله‏
لو يسلك الخلق الغريب محجتي

***

لم يسألوك عن الحقائق ما هي‏

فلنقدم قبل الشروع في الكلام على أبواب هذا الكتاب بابا في فهرست أبوابه ثم أتلوه بمقدمة في تمهيد ما يتضمنه هذا الكتاب من العلوم الإلهية الإسرارية وعلى أثرها يكون الكلام على الأبواب على حسب ترتيبها في باب الفهرست إن شاء الله تعالى والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الأول والحمد لله يتلوه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى وصلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين‏.



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!