The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 64 - from the part 1 - «تنبيه» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page64-from part1-«تنبيه» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]


فصارت على هذا الشكل آل فظهرت اللام بحقيقتها لأنه لم يقم بها مقام الاتصال والاتحاد من يردها على صورته فأخرجنا نصف الدائرة من اللام التي خفيت في لام الألف إلى عالم التركيب والحس فبقيت ألفان أ أ في الفرق فضربنا الواحد في الواحد وهو ضرب الشي‏ء في نفسه فصار واحدا آ فلبس الواحد الآخر فكان الواحد رداء وهو الذي ظهر وهو الخليفة المبدع بفتح الدال وكان الآخر مرتديا وهو الذي خفي وهو القديم المبدع فلا يعرف المرتدي إلا باطن الرداء وهو الجمع ويصير الرداء على شكل المرتدي فإن قلت واحد صدقت وإن قلت ذاتان صدقت عينا وكشفا ولله در من قال‏

رق الزجاج ورقت الخمر *** فتشاكلا فتشابه الأمر

فكأنما خمر ولا قدح *** وكأنما قدح ولا خمر

وأما ظاهر الرداء فلا يعرف المرتدي أبدا وإنما يعرف باطن ذاته وهو حجابه فكذلك لا يعلم الحق إلا العلم كما لا يحمده على الحقيقة إلا الحمد وأما أنت فتعلمه بوساطة العلم وهو حجابك فإنك ما تشاهد إلا العلم القائم بك وإن كان مطابقا للمعلوم وعلمك قائم بك وهو مشهودك ومعبودك فإياك إن تقول إن جريت على أسلوب الحقائق إنك علمت المعلوم وإنما علمت العلم والعلم هو العالم بالمعلوم وبين العلم والمعلوم بحور لا يدرك قعرها فإن سر التعلق بينهما مع تباين الحقائق بحر عسير مركبه بل لا تركبه العبارة أصلا ولا الإشارة ولكن يدركه الكشف من خلف حجب كثيرة دقيقة لا يحس بها أنها على عين بصيرته لرقتها وهي عسيرة المدرك فأحرى من خلقها فانظر أين هو من يقول إني علمت الشي‏ء من ذلك الشي‏ء محدثا كان أو قديما بل ذلك في المحدث وأما القديم فأبعد وأبعد إذ لا مثل له فمن أين يتوصل إلى العلم به أو كيف يحصل وسيأتي الكلام على هذه المسألة السنية في الفصل الثالث من هذا الباب فلا يعرف ظاهر الرداء المرتدي إلا من حيث الوجود بشرط أن يكون في مقام الاستسقاء ثم يزول ويرجع لأنها معرفة علة لا معرفة جذب وهذه رؤية أصحاب الجنة في الآخرة وهو تجل في وقت دون وقت وسيأتي الكلام عليه في باب الجنة من هذا الكتاب وهذا هو مقام التفرقة وأما أهل الحقائق باطن الرداء فلا يزالون مشاهدين أبدا ومع كونهم مشاهدين فظاهرهم في كرسي الصفات ينعم بمواد بشرة الباطن نعيم اتصال وانظر إلى حكمته في كون ذلك مبتدأ ولم يكن فاعلا ولا مفعولا لما لم يسم فاعله لأنه لا يصح أن يكون فاعلا لقوله لا ريب فيه فلو كان فاعلا لوقع الريب لأن الفاعل إنما هو فكيف ينسب إليه ما ليس بصفته لأن مقام الذال أيضا يمنع ذلك فإنه من الحقائق التي كانت ولا شي‏ء معها ولهذا لا يتصل بالحروف إذا تقدم عليها كالألف وأخواته الدال والراء والزاي والواو ولا يقول فيه أيضا مفعول لم يسم فاعله لأنه من ضرورته أن يتقدمه كلمة على بنية مخصوصة محلها النحو والكتاب هنا نفس الفعل والفعل لا يقال فيه فاعل ولا مفعول وهو مرفوع فلم يبق إلا أن يكون مبتدأ ومعنى مبتدأ لم يعرف غيره من أول وهلة أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ فإن قيل من ضرورة كل مبتدأ أن يعمل فيه ابتداء قلنا نعم عمل فيه أم الكتاب فهي الابتداء العاملة في الكتاب والعامل في الكل حقا وخلقا الله الرب ولهذا نبه الله تبارك وتعالى بقوله أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ فشرك ثم قال إِلَيَّ الْمَصِيرُ فوحد فالشكر من مقام التفرقة فكذلك ينبغي لك أن تشكر الرداء لما كان سببا موصلا إلى المرتدي والمصير من الرداء ومنك إلى المرتدي كل على شاكلته يصل فتفهم ما قلناه وفرق بين مقام الذال والألف وإن اشتركا في مقام الوحدانية المقدسة قبلية حالا ومقاما وبعدية مقاما لا حالا

«تنبيه» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]

قال ذلِكَ ولم يقل تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ فالكتاب للجمع والآيات للتفرقة وذلك مذكر مفرد وتلك مفرد مؤنث فأشار تعالى بذلك الكتاب أولا لوجود الجمع أصلا قبل الفرق ثم أوجد الفرق في الآيات كما جمع العدد كله في الواحد كما قدمناه فإذا أسقطناه انعدمت حقيقة ذلك العدد وما بقي للالف أثر في الوجود وإذا أبرزناه برزت الألف في الوجود فانظر إلى هذه القوة العجيبة التي أعطتها حقيقة الواحد الذي منه ظهرت هذه الكثرة إلى ما لا يتناهى وهو فرد في نفسه ذاتا واسما ثم أوجد الفرق في الآيات قال تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ثم قال فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فبدأ بالجمع الذي هو كل شي‏ء قال تعالى وكَتَبْنا لَهُ في الْأَلْواحِ من كُلِّ شَيْ‏ءٍ في الألواح مقام الفرق من كل شي‏ء إشارة إلى الجمع موعظة وتفصيلا رد إلى الفرق لكل شي‏ء رد إلى الجمع فكل موجود كان عموما لا يخلو أن‏



- Meccan conquests - page64-from the part1


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!