The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 427 - from the part 4 - [الركون لا يكون إلا لمغبون‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page427-from part4-[الركون لا يكون إلا لمغبون‏]


يطلب المألوه بالذات وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فهو الغاية ومنه بدا الأمر كله ولذلك جاء بالرجوع لأنه لا يمكن أن يكون رجوع إلا من خروج تقدم والموجودات كلها المحدثات ما خرجت إلى الوجود إلا عن الله فلهذا ترجع أحكامها إليه ولم تزل عنده وإنما سميت راجعة لما طرأ للخلق من رؤية الأسباب التي هي حجب على أعين الناظرين فلا يزالون ينظرون ويخترقون الأسباب من سبب إلى سبب حتى يبلغوا إلى السبب الأول وهو الحق فهذا معنى الرجوع ومن ذلك من جاء شيئا إمرا أحدث له القرين ذكرا قال كل أمر يقع التعجب منه فإن صاحبه الذي أوجده للتعجب ما أوجده بهذه الحالة إلا ليحدث منه ذكرا لهذا الذي تعجب منه فلا تستعجل فإنه لا بد أن يخبره موجدة بحديثه إلا إن الإنسان خلق عجولا ففي طبعه الحركة والانتقال لأنها أصله فإن خروجه من العدم إلى الوجود نقله فهو في أصل نشأته ووجوده متحرك فلهذا قال خُلِقَ الْإِنْسانُ من عَجَلٍ وخلق (كانَ) الْإِنْسانُ عَجُولًا ولو رام غير العجلة ما استطاع وما في العالم أمر لا يتعجب منه فالوجود كله عجب فلا بد أن يحدث الله منه ذكرا للمتعجبين فالعارفون أحدث الله لهم ذكرا منه في هذه الدار فعرفوا لما خلقوا له ولما خلق لهم والعامة تعرف حقائق هذه الأمور في الآخرة فلا بد من العلم وهو إحداث الذكر

[الركون لا يكون إلا لمغبون‏]

ومن ذلك الركون لا يكون إلا لمغبون‏

لا تركنن إلى غير الإله فما *** يركن إلى غيره إلا الذي جهله‏

سبحانه وتعالى أن يقر له *** في ملكه بشريك غير من خذله‏

من قال إن له ندا وصاحبة *** فربه بحسام الجهل قد قتله‏

والله ما طلعت شمس ولا غربت *** على محب له إلا وقد وصله‏

بما يريد وما يبغيه من مسخ *** إلا حباه بها في تحفة وصله‏

سبحانه وتعالى أن يحيط به *** نظم من الشعر أو نثر من البطلة

لا تركن إلى غير ركن فتخيب انظر في القرآن بما أنزل على محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لا تنظر فيه بما أنزل على العرب فتخيب عن إدراك معانيه فإنه نزل بِلِسانٍ رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لسان عَرَبِيٍّ مُبِينٍ نَزَلَ به الرُّوحُ الْأَمِينُ جبريل عليه السلام على قلب محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فكان به من الْمُنْذِرِينَ أي المعلمين فإذا تكلمت في القرآن بما هو به محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم متكلم نزلت عن ذلك الفهم إلى فهم السامع من النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن الخطاب على قدر السامع لا على قدر المتكلم وليس سمع النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وفهمه فيه فهم السامع من أمته فيه إذا تلاه عليه وهذه نكتة ما سمعتها قبل هذا عن أحد قبلي وهي غريبة وفيها غموض ومن ذلك من لم يتكبر على خلقه فقد أدى واجب حقه‏

ليس التكبر والإهمال من شيمي *** بل التواضع والإمهال من شيمي‏

إني عبدت الذي أحبني ويغفر لي *** وهو المهيمن رب الصفح والكرم‏

قال لا يتكبر على الأمثال إلا من جهل إنهم أمثال فكما لا يتكبر الشي‏ء على نفسه كذلك لا يتكبر على مثله ومن لم يتكبر على خلق الله فقد أعطاهم حقهم الذي وجب لهم عليه كما أعطاه الله خلقه الذي لم يكن إلا به وإلا فما هو هو فإن الإنسان إذا لم يكن هو الحيوان الناطق وإلا فليس بإنسان فهذا أعطى كل شي‏ء خلقه وأوجب عليك أنت الحقوق فما في العالم إلا من له حق عليك تؤديه إليه إذا طلبه منك وما لم يطلبه بحاله أو لسانه لم يتعين عليك فلا بد من الأوقات فيه كما هو في الإيجاد والآجال إذا جاء الوقت قال تعالى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً ولا يَسْتَقْدِمُونَ وقال تعالى في شأن القيامة لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ فحينئذ يعطيها خلقها كذلك إذا حان أجل أداء الحق تعين عليك الأداء فإن أنت لم تفعل فأنت ظالم ولا يتعين أداء حق إلا مع قدرة المؤدي على أدائه وذلك وقته‏

[المقصود رؤية التقصير مع بذل المجهود]

ومن ذلك المقصود رؤية التقصير مع بذل المجهود

ما كان مقصودي من التقصير *** إلا الذي أدركت في التشمير

حتى يراني العاذلون قد اعتنى *** من قمت فيه بنفثه المصدور



- Meccan conquests - page427-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!