The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 244 - from the part 1 - [الفتى هو في منزل التسخير أبدا]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page244-from part1-[الفتى هو في منزل التسخير أبدا]


والأنبياء عليهم السلام إلا عنت وجوههم لقيومية مقامه إذ كان حاجب الحجاب فقرر من شرعهم ما شاءه بإذن سيده ومرسله ورفع من شرعهم وأمر يرفعه ونسخه فربما قال من لا علم له بهذا الأمر إن موسى عليه السلام كان مستقلا مثل محمد بشرعه‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني‏

وصدق صلى الله عليه وسلم‏

[الفتى هو في منزل التسخير أبدا]

فالفتى أبدا في منزل التسخير كما

قال عليه السلام خادم القوم سيدهم‏

فمن كانت خدمته سيادته كان عبدا محضا خالصا وتفضل الفتيان بعضهم على بعض بحسب المفتى عليه من المنزلة عند الله بوجه ومن الضعف بوجه فأعلاهم من تفتي على الأضعف من ذلك الوجه وأعلاهم أيضا من تفتي على الأعلى عند الله من ذلك الوجه الآخر فالمتفتي على الأضعف كصاحب السفرة وهو الشخص الذي أمره شيخه أن يقرب السفرة إلى الأضياف فأبطأ عليهم من أجل النمل الذي كان فيها فلم ير من الفتوة أن ينفض النمل من السفرة فإن من الفتوة أن يصرفها في الحيوان فوقف إلى أن خرجت النمل من السفرة من ذاتها من غير أن يكون لهذا الشخص في إخراج النمل تعمل قهري فإن الفتيان لهم الفتوة وليس لهم القهر إلا على نفوسهم خاصة ومن لا قوة له لا فتوة له كما أنه من لا قدرة له لا حلم له فقال له الشيخ لقد دققت فهذه مراعاة الأضعف لكنه ما تفتي مع الأضياف حيث أبطأ عن المبادرة إلى كرامتهم فلهذا ربطنا في أول الباب أنه لا يتمكن لأحد إرسال المكارم في العموم لاختلاف لأغراض فينظر الفتى في حق الشخصين المختلفي الأغراض اللذين إذا أرضى الواحد منهما أسخط الآخر وصورة نظره في حق الشخصين أيهما أقرب إلى حكم الوقت والحال في الشرع فالذي هو أقرب إلى حكم الوقت والحال في الشرع صرف الفتوة معه فإن اتسع الوقت إلى أن يتفتى مع الآخر بوجه يرضى الله فعل أيضا وإن لم يتسع فقد وفي المقام حقه وكان من الفتيان بلا شك وإن كان في رتبة الفعل بالهمة والفعل بالحس فعل الفتوة مع الواحد حسا ومع الآخر بالهمة

[الفتى، أبدا، يقابل الخلق على وجه الحق‏]

دخل رجل على شيخنا أبي العباس العريبي وأنا عنده فتفاوضا في إيصال معروف فقال الرجل يا سيدنا الأقربون أولى بالمعروف فقال الشيخ من غير توقف إلى الله وأخبرني أبو عبد الله محمد بن القاسم ابن عبد الكريم التميمي الفاسى قال مخبرا عن أبي عبد الله الدقاق كان بمدينة فاس وتذاكروا الفعل بالهمة فقال أبو عبد الله الدقاق فزت بواحدة مالي فيها شريك ما اغتبت أحدا قط ولا اغتبت أحد بحضرتي قط فهذا من الفعل بالهمة حيث تفتي على من عادته أن يغتاب فيكتسب الأوزار أن لا يقدر على الغيبة في مجلسه بحضوره من غير أن يكون من الشيخ نهي له عن ذلك وتفتي أيضا على الذي يذكر بما يكره بحضوره بأنه لا يذكر في فيه بما يكره وكان سيد وقته في هذا الباب خرج مناقبه شيخنا أبو عبد الله بن عبد الكريم المذكور آنفا في كتاب المستفاد في ذكر الصالحين والعباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد فقد علمت على الحقيقة أن الفتى من بذلك وسعه واستطاعته في معاملة الخلق على الوجه الذي يرضي الحق والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب الثالث والأربعون في معرفة جماعة من أقطاب الورعين وعامة ذلك المقام)

أنا ختم الولاية دون شك *** لورث الهاشمي مع المسيح‏

كما أنى أبو بكر عتيق *** أجاهد كل ذي جسم وروح‏

بأرماح مثقفة طوال *** وترجمة بقرآن فصيح‏

أشد على كتيبة كل عقل *** تنازعني على الوحي الصريح‏

لي الورع الذي يسمو اعتلاء *** على الأحوال بالنبإ الصحيح‏

وساعدني عليه رجال صدق *** من الورعين من أهل الفتوح‏

يوالون الوجوب وكل ندب *** ويستثنون سلطنة المبيح‏

[الورع واجتناب الشبهات‏]

الكلام على الورع وأهله وتركه يرد في داخل الكتاب في ذكر المقامات والأحوال منه إن شاء الله تعالى والذي يتعلق بهذا الباب الكلام على معرفة طائفة من أقطابه وعموم مقامه فاعلم إن أبا عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي كان من عامة هذا المقام وأبا يزيد البسطامي وشيخنا أبا مدين في زماننا كانا من خاصته فأعلى أقطاب الورعين اجتناب الاشتراك في‏



- Meccan conquests - page244-from the part1


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!