The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 251 - from the part 4 - «حضرة الجلال»

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page251-from part4-«حضرة الجلال»


والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وهو قوله ويَهْدِي من يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏

«حضرة الجلال»

إن الجليل له الجلال الأعظم *** والجود والكرم العميم الأفخم‏

فإذا تخلق عبده بجلاله *** تعنو الوجوه له ومنه يعظم‏

وهو الذي سبق الجمال نفاسة *** فله التقدم والمقام الأقدم‏

وله التنزه في المعارج كلها *** وله التكرم والصراط الأقوم‏

يبدو فيظهره جمال وجوده *** يعلو فيحجبه الجلال المعلم‏

بحقيقة حوت الحقائق كلها *** ما قد علمت به وما لا يعلم‏

فانهض بها إن كنت تعرف قدرها *** ذوقا ولا تك في القيامة تندم‏

لا تفز عن لها فأنت من أهلها *** وأرحل إلى طلب المعالي تعصم‏

إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إنهم *** ليبايعون الحق حقا فاعلموا

وأفشوا الذي جئنا به في حقه *** لا تكتموه فإنه لا يكتم‏

وانظر إليه من وراء حجابه *** تحظى به إن كنت ممن يفهم‏

إن كنت من أصحابه في غيبه *** فأنعم به إن كنت ممن ينعم‏

مهما بنيت الصرح أنت خليفة *** فاحذر إذا قام البناء يتهدم‏

إن البناء إذا تقوم بأمره *** لا يعتريه تقوض وتهدم‏

يدعى صاحب هذه الحضرة عبد الجليل قال تعالى وجل وهُوَ الَّذِي في السَّماءِ إِلهٌ وفي الْأَرْضِ إِلهٌ وفي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وما تُوعَدُونَ‏

جعل الرزق والبناء جميعا *** في سماء وما لها من فروج‏

ثم لا بد للعبيد إليها *** حين يدعون نحوها من عروج‏

إنما الخلق إن نظرتم إليهم *** تجدوهم في كل أمر مريج‏

دون علم فهم حيارى سكارى *** في خروج إن كان أو في ولوج‏

[من حضرة الجلال ظهرت الألوهة]

فمن نسبة الجلال إليه له الاسم ومن حضرة الجلال ظهرت الألوهة وعجز الخلق عن المعرفة بها ومن هذا الاسم يعلم سركم في الأرض لما فيكم من نسبة الباطن وجهركم لما فيكم من نسبة الظاهر لارتفاعكم عن تأثير الأركان فكل عظيم فهو جليل وكل حقير فهو جليل فهو من الأضداد وقيل لأبي سعيد الخراز بم عرفت الله فقال بجمعه بين الضدين ثم تلا هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ يعني من عين واحدة وفي عين واحدة ثم نرجع ونقول ولا أحقر ممن يسأل أن يطعم لإقامة نشأته وإبقاء الحياة الحيوانية عليه وعلى قدر الاحتقار يكون الافتقار وأي افتقار أعظم ممن لا يكون له ما يريد إلا بغيره لا بنفسه ولو لا القوابل ما ظهر مجد القادر لو لا جوع العبد ما ادعى فيه السيد ولو لا عين العبد ما كان للجوع حكم ولما أراد السيد أن يظهر بحكم لا يقوم إلا بعبده فلا بد أن يتعين وجود العبد وهو الذليل فالمفتقر إليه أشد في الحكم وأولى بالاسم فما كمل الوجود إلا بهذا الاسم فما من شي‏ء إلا وله وعليه حكم فثبت الافتقار للحكم سواء حكمت له أو عليه وما حكم على شي‏ء ولا لشي‏ء إلا عينه فما جاءه شي‏ء من خارج فما ثم إلا هو فهو الحاكم والحكم والمحكوم عليه أو له فتوحدت العين واختلفت النسب كبدل الشي‏ء من الشي‏ء وهما لعين واحدة وأما عظمة الجليل فمن تأثيره كما إن حقارته من كونه مؤثرا فيه اسم مفعول وما من شي‏ء إلا مؤثر ومؤثر فيه لا بد من ذلك فاسم الجليل له حقيقة فيقول العظيم الذي له التأثير للمؤثر فيه الحقير يا جليل ويقول الحقير الذي تأثر وظهر الأثر فيه للذي له الأثر والتأثير يا جليل بالوجهين من كل قائل ومسم وواصف‏



- Meccan conquests - page251-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!