The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 190 - from the part 4 - [إن العبد إذا اتصف بصفة الجبروت والكبرياء]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page190-from part4-[إن العبد إذا اتصف بصفة الجبروت والكبرياء]


وينزلنك عند الحق منزلة *** ما نالها أحد قدوا وتعظيما

ويمنحنك علما لست تعرفه *** به وترزق آدابا وتعليما

[إن العبد إذا اتصف بصفة الجبروت والكبرياء]

اعلم أيدنا الله وإياك بِرُوحٍ مِنْهُ أن الحق لا يقاوم إلا بالحق فيكون هو الذي يقاوم نفسه وهو معنى‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأعوذ بك منك‏

فإذا اتصف العبد بصفة الجبروت والكبرياء قصمه الحق فإنه تعالى لا يقهر إلا المنازع ولهذا العارف لا يتجلى له الحق في الاسم القاهر أبدا لأنه غير منازع فالعارف يتجلى بالاسم القاهر ولا يتجلى له الحق فيه وهذه الصفة في المخلوقين لا تكون قط عن حقيقة بل يعلمون عجزهم وقصورهم وإنما ذلك صورة ظاهرة كبرق الخلب فعلى قدر ما يظهر من هذه الصفة يتوجه القهر الإلهي والبطش الشديد ولما اختلف المحل على الصفة لذلك ظهر الأقوى على الأضعف فما وقع التفاضل إلا في المحل لا في الصفة فإذا صدع بأمر الله فالقهر بأمر الله لا له فنفذ في المصدوع لأنه ما قال له اصدع إلا ولا بد أن يكون ذلك قابلا للنفوذ فيه حتى يسمى مصدوعا فلو كان لا يقبل النفوذ لكان هذا الأمر عبثا إلا ترى إلى قوله تعالى وأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ فإنه لا ينفذ في المشرك إذ لو نفذ لوحد فقال له وأعرض لأنهم ليسوا بمحل فيأمر الرسول المشرك من غير صدع والذي علم منه أنه يجيب ويقبل الأمر ولو على كره هو الذي يصدع بالأمر فإذا تحقق العبد بهذا الذكر ولم ينكشف له من يقبل أمر ربه ممن لا يقبله فما هو في بعض الوجوه ممن دعا إلى الله على بصيرة فإن الداعي على بصيرة لا بد أن يكون آمرا في حق طائفة وصادعا بالأمر في حق طائفة فيعلم من يتأثر لأمره ممن لا يتأثر ففائدة هذا الذكر تنوير البصائر وكمال الدعوة إلى الله وهي مدرجة الرسل عليه السلام والكمل من الورثة في الدعاء فتجد كلامهم كأنه القرآن جديدا لا يبلى فيفتح للمؤمن به المعاني دائما والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والأربعون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وهجيره فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ»

من يذكر الله في أحواله أبدا *** يذكره فيها فلا تنفك تذكره‏

فإن ذكرك ذكر الحق ليس سوى *** ما قلته وكذا في الكشف تبصره‏

الحق عين وجود الكون فاعتبروا *** العين تشهده والوهم يحصره‏

والعقل ينفي بحكم الفكر صورته *** والفكر يستره والكشف يظهره‏

والعقل بينهما حارت خواطره *** هذا ينزهه وذا يصوره‏

وليس يدري الذي فيه يقلده *** فالله يرشده والله ينصره‏

إذا رأى العقل ما قلناه فيه رأى *** أمرا عظيما ونورا فيه يبهره‏

وكل ذلك حد والحدود أبت *** فليس شي‏ء من الأشياء يحجره‏

[فإذا كان الذاكر صحيح الذكر فلا بد أن يسمع الله ذكره‏]

قال الله تعالى جده وكبرياؤه هُوَ الَّذِي يُصَلِّي فوصف نفسه بالتأخر في الذكر عن ذكر العبد وهنا كان ذكر العبد يعطي في نفس الحق الذكر لعبده كما يعطي السائل الإجابة في الحق ومن هذه الحضرة ظهر تأثير الكون في الوجود الحق فإذا كان الذاكر صحيح الذكر وهو أن يسمع بذكره المذكور وهو صادق في أنه يذكره إذا ذكره عبده فلا بد أن يسمعه ذكره لصدقه في قوله فمن لم يسمع ذكر ربه إياه عند ذكره فيتهم نفسه في ذكره وإنه ما وفى بشرط الذكر الموجب لذكر ربه إياه وهنا سر لا يمكن كشفه من أجل الدعوى وهو أن الله قد أعلمنا بما تذكره من تكبير وتهليل وتسبيح وتقديس وتحميد وتمجيد كل ذلك معلوم مقرر وما أعلمنا بما يذكرنا فإذا ذكره صاحب هذا الذكر ووفى الشرط من الإخلاص والحضور فعلامته أن يسمع ما يذكره به ربه فيعلم ما يذكره به كما أعلمه على لسان الرسول ما يذكر به ربه فإذا لم يعلم ذلك فما هو ذلك الذاكر ولا صاحب هجير فليلزم ما قلناه فإنه لا علامة له على صحة ذكره إلا ما ذكرناه خاصة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع والأربعون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله أَمَّا من اسْتَغْنى‏ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى»

إذا تجلت صفات الحق في أحد *** يعظم الكشف ذاك الواحد الأحدا



- Meccan conquests - page190-from the part4


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!