The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 242 - from the part 3 - [أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن‏]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page242-from part3-[أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن‏]


فالسعيد من حال الله بينه وبين ربوبيته وأقامه عبدا في جميع أحيانه يخاف ويرجو إيمانا ولا يخاف ولا يرجى عيانا

إنما العبد من يخاف ويرجو *** ليس بالعبد من يخاف ويرجى‏

ولهذا من كل سوء يوقى *** ولهذا عن كل فعل يزجي‏

فتراه بكل وجه سعيدا *** وإذا زل بالقضاء ينجى‏

يحشر العبد في الوفود إليه *** وإذا لم يكن بعبد فيرجى‏

فإذا ما نجا الذي يتقيه *** فالذي قام في المعارف أنجى‏

كل من تدرك الحقائق منه *** ما لديه مما لها فمنجى‏

[أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن‏]

اعلم أيدك الله أن العالم عند الله من علم علم الظاهر والباطن ومن لم يجمع بينهما فليس بعالم خصوصي ولا مصطفى وسبب ذلك أن حقيقة العلم تمنع صاحبها أن يقوم في أحواله بما يخالف علمه فكل من ادعى علما وعمل بخلافه في الحال الذي يجب عليه عقلا وشرعا العمل به فليس بعالم ولا ظاهر بصورة عالم ولا تغالط نفسك فإن وبال ذلك ما يعود على أحد إلا عليك فإن قلت قد نجد من يعلم ولا يرزق التوفيق للعمل بعلمه فقد يكون العلم ولا عمل قلنا هذا غلط من القائل به لتعلم إن مسمى العلم ينطلق اسمه على ما هو علم وما ليس بعلم فإن الله تعالى يقول فَأَعْرِضْ عَنْ من تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا ولَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ من الْعِلْمِ فأعلمنا أنهم عملوا بما علموا ولكن لا أريد بالعلم إلا ما حصل عن مشاهدة المعلوم فإن حصل عن دليل فكري فليس بعلم حقيقي وإن كان في نفس الأمر علما كما

قال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين ذكر سورة في القرآن ولم يسمها ليختبر أصحابه فوقع في نفس بعض أصحابه أنها ربما تكون الفاتحة فأخبر النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنها الفاتحة ولم تقع للصاحب على جهة القطع فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين أخبره بما وقع له ليهنك العلم‏

فهو علم في نفس الأمر لا عند هذا الصاحب الذي وقع له ذلك فلما كان هذا كذلك ذهب من ذهب إلى القول بالعمل بخلاف العلم مع وجود العلم والصحيح إذا اختبرته وبحثت عليه وجدت الحق فيما ذهبنا إليه ولهذا

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لمن فهم عنه إن الله إذا أراد مضاء قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى إذا أمضى فيهم قضاءه وقدره ردها عليهم ليعتبروا

وليس سوى ذهاب العلم عنهم والاعتبار عمل أوجبه العلم فهذا عين ما ذهبنا إليه قال تعالى في حق قوم يَعْلَمُونَ ظاهِراً من الْحَياةِ الدُّنْيا فعملوا بما علموا وهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ فلم يعملوا لها فإنه أغفلهم عنها فنسوا آخرتهم فتركوا العمل لها إِنَّ في ذلِكَ

لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ قال تعالى آمرا وذكر يعني بالعلم من غفل عنه أو نسيه فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ وهم الذين علموا ما ثم بنور الايمان كشفا ثم إنهم غفلوا فحيل بينهم وبين ما علموه من ذلك وكان المشهود لهم ما كانوا به عالمين في وقت نسيانهم فإذا ذكروا تذكروا وقام لهم شهود ما قد كانوا علموه فنفعتهم الذكرى فعملوا بما علموا فشهد الله فَإِنَّ الذِّكْرى‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ فإذا رأيت من يدعي الايمان ويذكر فلا يقع له نفع بما ذكر به علمت أنه في الحال ليس بعالم بما آمن به فليس بمؤمن أصلا فإن شهادة الله حق وهو صادق وقد أعلمنا أن المؤمن ينتفع بالذكرى وشهدنا أن هذا لم ينتفع بالذكرى فلا بد أن نزيل عنه الايمان تصديقا لله ولا معنى للنفع إلا وجود العمل منه بما علم وما نرى أحدا يتوقف بالعمل فيما يزعم أنه عالم به إلا وفي نفسه احتمال ومن قام له في شي‏ء احتمال فليس بعالم به ولا بمؤمن بمن أخبره بذلك إيمانا يوجب له العلم مع أنك لو سألته لقال لك ما نشك في إن ما جاء به هذا الشخص حق يعني الرسول عليه السلام وأنا به مؤمن فهذا قول ليس بصحيح إلا في وقت دعواه عند بعض الناس ثم إذا خلى بفكره قام معه الاحتمال فكان ذلك الذي تخيل أنه علم أمر عرض له وبعضهم لا يزول عنه الاحتمال في وقت شهادته إن هذا حق صريح مع وجود الاحتمال وسبب هذه الشهادة بذلك أن الأمر إذا كان يحتمل أن يكون صدقا ويحتمل أن يكون كذبا فتجلى له في الوقت صدق ورده وتصديقه لذلك الذي هو به مؤمن أحد محتملات ذلك الخبر وهو كونه صدقا هذا هو المشهود له في ذلك الحال فيقطع في ذلك الوقت بصدقه‏



- Meccan conquests - page242-from the part3


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!