The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Searching in the Book of Meccan Conquests

View the page 374 - from the part 2 - [اختلف الناس في أن معجزة النبي هل يكون كرامة لولي أم لا]

  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
 

Page374-from part2-[اختلف الناس في أن معجزة النبي هل يكون كرامة لولي أم لا]


بسم الله الرحمن الرحيم‏

(الباب السابع والثمانون ومائة في معرفة مقام المعجزة وكيف يكون هذا المعجز كرامة لمن كان له معجزا لاختلاف الحال)

ما كان معجزة فلا سبيل إلى *** ظهوره مرة أخرى إلى الأبد

لا في ولي ولا في غيره فإذا *** حققت قولي فلا تعدل عن الرشد

ولو تحدي به خلق لأكذبه *** صدق المقدم في الأدنى وفي البعد

لذلك اختلفت في الأنبياء فلم *** يظهر لها أثر من بعد في أحد

[اختلف الناس في أن معجزة النبي هل يكون كرامة لولي أم لا]

اختلف الناس فيما كان معجزة لنبي هل يكون كرامة لولي أم لا فالجمهور أجاز ذلك إلا الأستاذ أبا إسحاق الأسفراييني فإنه منع من ذلك وهو الصحيح عندنا إلا أنا نشترط أمرا لم يذكره الأستاذ وهو أن نقول إلا إن قام الولي بذلك الأمر المعجز على تصديق النبي لا على جهة الكرامة به فهو واقع عندنا بل قد شهدناه فيظهر على الولي ما كان معجزة لنبي على ما قلناه ولو تنبه لذلك الأستاذ لقال به ولم ينكره فإنه ما خرج عن بابه فإن الذي وقع فيه الخلاف أنه هل يكون كرامة لولي وهذا ليس بكرامة لولي إلا إن الذين أجازوا ذلك قالوا بشرط أن لا يظهر عليه بالطريق التي ظهرت على يد الرسول الذي بها سميت معجزة وجوزوا أن الولي لو تحدي بذلك على ولايته لجاز أن يخرق الله له تلك العادة والكاذب لو تحدي بها على كذبه وهو صادق في أنه كاذب فجائز أن يخرق الله له تلك العادة على صدقه أنه كاذب فإن الفارق عندهم حاصل وهو وجه يقال والصحيح ما ذهب إليه الأستاذ وهو الذي يعطيه الدليل النظري إلا أن يقول الرسول في وقت تحديه بالمنع في الوقت خاصة أو في مدة حياته خاصة فإنه جائز أن يقع ذلك الفعل كرامة لغيره بعد انقضاء زمانه الذي اشترطه وأما إن أطلقه فلا سبيل إلى ما قاله الأستاذ وهذا التفصيل الذي ذكرناه يقتضيه الدليل النظري للطائفتين على أنا ما رأينا أحدا تنبه إلى هذا في علمنا ولا ذكره والله أعلم‏

[الإعجاز على ضربين‏]

والإعجاز على ضربين الضرب الواحد أن يأتي بأمر لا يكون مقدور البشر ولا يقدر عليه إلا الله وذلك عزيز أعني الوصول إلى العلم به كإحياء الموتى لا يقدر عليه إلا الله ولكن الوصول إليه على طريق العلم أنه حي في نفس الأمر عزيز فإنا رأينا عصا موسى عليه السلام حية وعصى السحرة حيات ولم تفرق العامة بين الحياتين فلهذا قلنا إن الوصول إلى علم ذلك عزيز والضرب الآخر وهو الذي يمكن أن يكون أقرب وهو الصرف فيدعي في ذلك أن الذي هو مقدور لكم في العادة إذا أتيت أنابه على صدق دعواي فإن الذي أرسلني يصرفكم عنه فلا تقدرون على معارضته فكل من في قدرته ذلك يجد في نفسه العجز في ذلك الوقت فلا يقدر على إتيان ما كان قبل هذه الدعوى يقدر عليه وهذا أرفع للبس من الأول فهذا معنى الأمر المعجز ومع هذا فقد وقع وعرف أنه معجزة وحصل العلم به عند الناظر بصدق هذا الرسول وما رزق الايمان به وجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوًّا فتعلم أن الايمان لا تعطيه إقامة الدليل بل هو نور إلهي يلقيه الله في قلب من شاء من عباده وقد يكون عقيب الدليل وقد لا يكون هناك دليل أصلا كما قال تعالى ولكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي به من نَشاءُ من عِبادِنا فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء السادس عشر ومائة



- Meccan conquests - page374-from the part2


 
  APrevious page

Contents< /a>

Next page  
  Conquests Mecca by Sheikh Al-Akbar Muhyiddin Ibn Al-Arabi

Page numbering corresponds to the Cairo edition (Dar al-Kutub al-Arabi al-Kubra) - known as the edition Starboard. Subheadings have been added within square brackets.

 
View doors The first chapter on knowledge Chapter Two on Transactions Chapter Four: Homes
Introductions to the book Chapter Five on Disputes Chapter Three on Circumstances Chapter Six on Maqamat (Migrations of the Pole)
Chapter One Part Two Part Three Part Four


Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!