The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (لا تخونوا اللّه والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)

الهجير فإنه ينفعك ولو قدرت أنه لا ينفك فإنه لا يضرك فقل به على كل حال واعتمد عليه ولا تك ممن يرد شهادة الله حين شهد لهم بذلك عندك وما شهد عندك حتى جعلك حاكما فأنزلك منزلته في الحكم وأنزل نفسه منزلتك في الشهادة فإن لم تحكم بما قررناه فقد رددت شهادة العدل فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ... إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ من الْجاهِلِينَ ثم قوله إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي إن صدقتم ولا تكتمون ما تجدونه في نفوسكم من قولي إنكم ما تدعون في الشدائد إلا الله الذي ما زالت قلوبكم منطوية عليه فهم بلا شك مصدقون لعلمهم فهل يصدقون إذا سألوا أم لا

فقد يصدقون وقد يكذبون *** وقد يعلمون وقد يجهلون‏

فلا تصغين إلى قولهم *** فإني عليم بما يقصدون‏

فكن واحد العصر لا تلتفت *** إلى ما يقولون إذ يفشرون‏

فإني خبير بأقوالهم *** وعلمي بهم أنهم يخرصون‏

ولو كنت أدري بهم أنهم *** إذا ما يقولونه يصدقون‏

لقد كنت أصغى إلى قولهم *** فهم إذ يقولون ما يشعرون‏

فهم إذ يقولون ما في العما *** وفي العرش إلا الذي يفترون‏

فقد حرفوا القول فاستنصروا *** عليهم بهم أنهم ينصرون‏

ومتى لم يعلم الكاذب أنه كاذب فإنه غير مؤاخذ بكذبه فإن أخذ فما يؤاخذ إلا بتفريطه في تحصيل ما ينبغي له أن يحصله من العلم والعمل بما فيه نجاته وسعادته لا من جهة كذبه فلا يؤاخذ الكاذب إلا إذا كان عالما بكذبه في المواطن التي كلف إن يصدق فيها وهو الجاحد إذا كان هناك من يطلب منه الإقرار في ذلك الأمر المطلوب منه مثل قوله تعالى في حق من كان بهذه الصفة وجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوًّا وقد قررنا أنه إذا أخذ من لا يعلم أنه كاذب إنما يؤخذ من حيث إنه فرط في اقتناء العلم الذي يطلعه على هذا الأمر الذي كذب فيه من غير علم به أنه ليس بحق ففرق بين مؤاخذة الكاذب ومتى هو كاذب وبين مؤاخذة المفرط في اقتناء العلم الذي يعرفه الصدق من الكذب والصادق من الكاذب فينزل كل شي‏ء منزلته بصفته وهذا عزيز في الناس قليل وجوده والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ جعلنا الله وإياكم من العلماء العاملين على كل حال ولا يحول بيننا وبين مقام الصادقين والصديقين أنه الملي‏ء بذلك والقادر عليه آمين بعزته‏

«الباب الثاني وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله لا تَخُونُوا الله والرَّسُولَ وتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ»

لا تخونوا الله إن كنتم له *** والأمانات كذاكم لا تخان‏

لا تكن بالحمل إن حملتها *** دون أمر جاهلا ليس تعان‏

كل من حملها يحملها *** بأمان فالأمانات أمان‏

ولها حق على حاملها *** ليس يدري ذاك إلا ذو عيان‏

فيؤديها كما قال لنا *** في الكتاب الحق من قال فكان‏

ذا كم الله تعالى جده *** في يراع ولسان وجنان‏

[الخيانات ثلاث‏]

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم موصيا لا تسألوا الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير سؤال أعنت عليها وإن أعطيتها عن سؤال لم تعن عليها

فالخيانة ثلاث أعني الذين يخانون خيانة الله وخيانة الرسول وخيانة الأمانات وما أيه الله في هذه الخيانات إلا بالمؤمنين فإن كنت مؤمنا فأنت المخاطب فأما خيانة الله في أمانته وخيانة الرسول وخيانة الأمانات فإنا أذكرها إن شاء الله تعالى لما قال الله تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والْأَرْضِ والْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها لأنها كانت عرضا لا أمرا وأَشْفَقْنَ مِنْها وحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا يريد ظلوما

لنفسه جهولا بقدر ما حمل قال لنا تعالى لما حملناها إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها وما حملها أحد من خلق الله إلا الإنسان فلا يخلو ما أن يحملها عرضا أو جبرا فإن حملها عرضا فقد خاطر بنفسه وإن حملها جبرا فإنه مؤد لها على كل حال ولا بد

[إن الله أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها]

واعلم أن أهل الأمانات الذين أمرنا الله أن نوديها إليهم ليس المعتبر من أعطاها ولا بد وإنما أهلها من تؤدي إليه فإن كان الذي أعطاها بنية أن تؤدي إليه في وقت آخر فهو أهلها من حيث ما تؤدي إليه لا من حيث إنه أعطاها وإن أعطاها هذا الأمين المؤتمن إلى من أعطاه إياها ليحملها إلى غيره فذلك الغير هو أهلها لا من أعطى فقد أعلمك بالأهلية فيها فإن الحق إنما هو لمن يستحقه فاعلم ذلك واعمل عليه‏

[إن الرسالة أمانة من الله‏]

واعلم بأن الله قد أعطاك أمانة أخرى لتردها إليه كما أعطاك أمانة لتوصلها إلى غيرك لا تردها إليه كالرسالة فإن الله يقول يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ من رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وقال ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وأما ما يرد إليه عز وجل من الأمانات فهو كل علم آمنك عليه من العلوم التي إذا ظهرت بها في العموم ضل به من لا يسمعه منك بسمع الحق فإذا حصل لك مثل هذا العلم ورأيت من كان الحق سمعه وبصره وجميع قواه وليس له هذا العلم فأداه إليه فإنه ما يسمعه منك إلا بسمع الحق فالحق على الحقيقة هو الذي سمع فرددت الأمانة إليه تعالى وهو الذي أعطاكها وحصلت لهذا الشخص الذي الحق سمعه فائدة لم يكن يعلمها ولكن حامل هذه الأمانة إن لم يكن عالما بأن هذا ممن يكون صفته أن يكون الحق سمعه وإلا فهو ممن خان الله وقد نهاه الله أن يخون الله وكذلك أيضا من خيانة من أطلعه الله على العلم بأن العالم وجوده وجود الحق ثم تصرف فيه بتعدي حد من حدود الله يعلم أنه متعد فيه فإن الله في هذا الحال هو عين الأمانة في وجوده عند أهل الحجاب سواء علم ذلك شرعا أو عقلا فقد خان الله في تصرفه باعتقاده التعدي ومن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا وكذلك من خان الله في أهل الله فقد خان الله وكل أمر بيدك أمرك الله فيه إن ترده إليه فلم تفعل فذلك من خيانة الله والله يقول وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ وأما خيانة من خان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فهي فيما أعطاك الله من الآداب أن تعامل به رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهذه المعاملة هي عين أدائها إليه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإذا لم تتأدب معه فما أديت أمانته إليه فقد خنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيما أمنك الله عليه من ذلك ومن خيانتك رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما سألك فيه من المودة في قرابته وأهل بيته فإنه وأهل بيته على السواء في مودتنا فيهم فمن كره أهل بيته فقد كرهه فإنه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم واحد من أهل البيت ولا يتبعض حب أهل البيت فإن الحب ما تعلق إلا بالأهل لا بواحد بعينه فاجعل بالك وأعرف قدر أهل البيت فمن خان أهل البيت فقد خان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ومن خان ما سنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقد خانه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في سنته ولقد أخبرني الثقة عندي بمكة قال كنت أكره ما تفعله الشرفاء بمكة في الناس فرأيت في النوم فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهي معرضة عني فسلمت عليها وسألتها عن إعراضها فقالت إنك تقع في الشرفاء فقلت لها يا سيدتي أ لا ترين إلى ما يفعلون في الناس فقالت أ ليس هم بنى فقلت لها من الآن وتبت فأقبلت علي واستيقظت‏

فلا تعدل بأهل البيت خلقا *** فأهل البيت هم أهل السيادة

فبغضهم من الإنسان خسر *** حقيقي وحبهم عبادة

ومن خيانتك رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم المفاضلة بين الأنبياء والرسل سلام الله عليهم مع علمنا بأن الله فضل بعضهم على بعض كما قال تعالى ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى‏ بَعْضٍ وقال تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ فله سبحانه أن يفضل بين عباده بما شاء وليس لنا ذلك فإنا لا نعلم ذلك إلا بإعلامه فإن ذلك راجع إلى ما في نفس الحق سبحانه منهم ولا يعلم أحد ما في نفس الحق كما قال عيسى عليه السلام تَعْلَمُ ما في نَفْسِي ولا أَعْلَمُ ما في نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ولا دخول هنا للمراتب الظاهرة والتحكم وقد نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن نفضل بين الأنبياء وأن نفضله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عليهم إلا بإعلامه أيضا وعين يونس عليه السلام وغيره فمن فضل من غير إعلام الله فقد خان رسول الله ص‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!