The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة من تأدب وصل ومن وصل لم يرجع ولو كان غير أديب

ذلك التالي أو ضعفه فهو مع ما حصل في نفسه من ذلك ونُفِخَ في الصُّورِ فَصَعِقَ من في السَّماواتِ ومن في الْأَرْضِ إِلَّا من شاءَ الله وهذا أمر إضافي فقد يكون الأمر عند زيد أهول منه عند عمرو وقد يكون عند عمرو أمر آخر أهول منه عند زيد فتؤثر الأهوال عند كل واحد منهما بحيث أن يقول كل واحد منهما عن صاحبه عجبت لفلان ما الذي رأى حتى أثر فيه بما ظهر عليه كيف به لو علم ما عندي من هذا الذي لم يرفع به رأسا كل واحد منهما يقول هذه المقالة والعالم الكامل الثالث يقول خلاف قولهما ويعلم السبب المؤثر في كل واحد منهما فيعلم منهما ما لا يعلمان من نفوسهما فسبحان الحكم العدل منزل الأشياء منازلها ومعين المراتب لأهلها فإذا علمت هذا علمت علما غريبا هو العجب العجاب يحتوي على سر لا يتمكن كشفه ولا ينبغي التصريح به فإن الله يغار على العبد أن يظهر مثل هذا فإنه أمر يقتضيه الوجود وهو عظيم الفائدة فما ظهر العالم إلا بالنسب ولا حصل القبول من العالم لما قبله من العالم أيضا إلا بالنسب فالموجد بالنسب والقابل بالنسب فالحكم لها وقد علمت ما هي النسب‏

فيها صح وجودي وبها *** صح للكون من الله نسب‏

فله الشكر على ما خصني *** امتنانا من معارف النسب‏

فبها صحت السعادة فينا *** وبها صح للشقي الشقاء

عدم بحكم الوجود وأبدى *** عجبا فيه كيف ليس يشاء

فهو الموجد المؤثر فينا *** وهو الحق ليس فيه امتراء

فالله غني عن العالمين والغني صفة تنزيه وأعظم الثناء عندنا في حق الحق قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ سواء كانت كاف الصفة أو كانت زائدة وكونها للصفة أبلغ في الثناء عند العالم باللسان الذي نزل به القرآن‏

يقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في دعائه وثنائه على ربه عز وجل لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك‏

يريد قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وقال الصديق الأكبر رضي الله عنه العجز عن درك الإدراك إدراك والحق سبحانه ما أثنى على نفسه بأعظم من نفي المثل فلا مثل له سبحانه ولهذا قال في حق العالم من حيث ما هو ناطق وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ والتسبيح تنزيه فإذا أسندت العالم إليه تعالى في الوجود وقلت إنه موجد العالم لم يتمكن لك أن تعقل هذا إلا بنسب تثبتها من حياة وعلم وقدرة وإرادة هذا حد نظر العقل ويثبت بالشرع أنه قائل فإن كانت أعيانا زائدة على ذات فما أوجد شيئا بها إلا عن تعلق بالذي حدث والتعلق نسبة منها إلى المتعلق وإن كانت هذه الصفات ليست بزائدة وإنما ثم عين واحدة وهي الذات وتوجهاتها على إيجاد الممكنات فالتوجهات نسب وهي مختلفة لما يظهر في العالم من الاختلاف الذي هو دليل على حكمنا بها فعلى كل حال ما زالت من النسب وهي الثابتة في العقائد وفي نفوس العلماء كانوا ما كانوا

جاء حديث وارد *** عن النبي المصطفى‏

بأن من خالفه *** في عقده على شفى‏

وما له من دائه *** برء يكون وشفا

إلا إذا وافقه *** في أمره ثم وفى‏

بكل ما خاطبه *** به وإن زل عفا

عنه الذي كلفه *** وهو الإله وكفى‏

وهذا القول كله صحيح فهل حصل في معلومات الأنسب من جانب الحق ومن جانب المخلوق فأوجدت بنسب وقبلت بنسب وأوضح من هذا الذي ذكرنا فما يكون والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الرابع والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة من تأدب وصل ومن وصل لم يرجع ولو كان غير أديب»

لو لا الشهود وما فيه من النعم *** ما كان لي أمل في الكون في العدم‏

كناية فيه حتى قال كن فبدت *** أعياننا لسماع الكون في الكلم‏

فلو فتحنا عيونا ما بها رمد *** كنا حيارى كمثل العمي في الظلم‏

ولم نكن فوجود النار أظهرنا *** نورا فنحن بكون غير منقسم‏

والنور أعياننا والنور خالقنا *** وفيه نسعى برجل أو بلا قدم‏

[الوجود المطلق هو الخير المحض‏]

اعلم أيدنا الله وإياك أن الوجود المطلق هو الخير المحض كما إن العدم المطلق هو الشر المحض والممكنات بينهما فيما تقبل الوجود لها نصيب في الخيرية وبما تقبل العدم لها نصيب في الشر وليس الأدب الإجماع الخير كله ولهذا سميت المأدبة مأدبة الاجتماع الناس فيها على الطعام ولا شك أن الخير ظهر في العالم متفرقا فلا يخلو ممكن عن خيرية وما والممكن الكامل المخلوق على الصورة الإلهية المخصوص بالسورة الإمامية لا بد وإن يكون جامعا لجميع الخير كله ولهذا استحق الإمامة والنيابة في العالم ولهذا قال في آدم عليه السلام وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها وما ثم إلا اسم ومسمى وقد حصل علم الأسماء محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين‏

قال علمت علم الأولين والآخرين‏

فعلمنا أنه قد حصل عنده علم الأسماء فإنه من العلم الأول ولأن آدم له الأولية فهو من الأولين في الوجود الحسي وقال عن نفسه فيما خص به على غيره إنه أوتي جوامع الكلم‏

والكلم جمع كلمة والكلم أعيان المسميات قال تعالى وكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‏ مَرْيَمَ وليست غير عيسى فأعيان الموجودات كلها كلمات الحق وهي لا تنفد فقد حصل له الأسماء والمسميات فقد جمع الخير كله فاستحق السيادة على جميع الناس وهوقوله أنا سيد الناس يوم القيامة

وهناك تظهر سيادته لكون الآخرة محل تجلى الحق العالم فلا يتمكن لتجليه دعوى من أحد فيما ينبغي أن يكون لله أو يكون من الله لمن شاء من عباده فقوله وصل يعني إلى تحصيل الخير المحض وهوقوله تعالى كنت سمعه وبصره‏

وأمثال هذا وهذا هو الوصول إلى السعادة الدائمة وهو الوصول المطلوب ولا شك أنه من وصل لم يرجع فإنه من المحال الرجوع بعد كشف الغطاء إلى محل صفة الحجاب فإن المعلوم لا يجهله العالم به بعد تعلق العلم به فرجال الله المكملون كشف الله الغطية عن بصائرهم وأبصارهم بما حصلوه من الصفات الإلهية ووقفوا عليه من الصفات الكونية وكلها كما تقدم إلهية وهؤلاء هم الأدباء الذين صلحوا البساط الحق جلساء الله وأهله وهم أهل الذكر والقرآن الذي هو الجمع وبه سمي قرآنا وأما العامة فلا بد لهم من كشف الغطاء عن أبصارهم عند الموت فيرون الأمور على ما هي عليه وإن لم يكونوا من السعداء فيرون السعداء والسعادة ويرون الأشقياء والشقاوة فلا يجهلون بعد هذا العلم وإن شقوا فهذا معنى قوله ومن وصل لم يرجع ولو كان غير أديب أي غير جامع للخير وإنما سمي جامعا للخير والخير أمر واحد لكون هذا الأمر الواحد ظهر في صور كثيرة مختلفة جمعها هذا الأديب فظهر في خيريته بكل صورة خير فسمي أديبا أي جامعا لهذه الصورة الخيرية والخير في نفسه حقيقة واحدة ظاهرة في العالم في صور مختلفة

وما على الله بمستنكر *** أن يجمع العالم في واحد

فالأديب ظاهر بصورة حق في العالم يفصل إجماله بصورة ويجمل تفصيله بذاته ومتى لم تكن هذه الصفة والقوة في رجل فليس بأديب وهؤلاء هم الذين إذا رأوا ذكر الله وإذا ذكر الله فقد ضمن ذكره جميع العالم فمن ذكر الله بهذا اللسان فقد ذكر العالم لأن العالم صورة الحق وهو الاسم الظاهر الذي وقع فيه التفصيل ومدلوله أيضا الحق لأنه عين الدليل على نفسه فكان له من أجل هذا الاسم الباطن الذي وقع به الإجمال فالعلم واحد وهو في الباطن وتعلقاته متعددة بتعدد صور المعلومات فالعالم يكشف المعلومات ببصيرته على جهة الإحاطة بحقائقها أنها لا تتناهى معلوماته ولا مقدوراته وما بقي في عين الممكن في قبوله الوجود نصيب للعدم ولا حكم إلا معقولية الإمكان وإن لم ينعدم بعد ولا يصح عدمه لأن خلاف المعلوم محال الوقوع ولا يكون عن الوجود عدم أصلا لأنه ليس في حقيقته صدور العدم عنه فما انعدم من الأمور التي يعطي الدليل عدمها إنما انعدم لنفسه أو لعدم الشرط في بقائه في الوجود وبهذا القدر انفصل وجود الممكن من وجود الحق فإن الإمكان لا يزول حكمه عقلا في الموجود المحدث لنفسه الممكن والإمكان لا نصيب لوجود الحق فيه أصلا وإن كان وجود أعيان الممكنات لا ينعدم أصلا بعد وجودها ولكن كما قررناه وأما الأعراض التي قلنا إنها تنعدم لنفسها في الزمان الثاني من زمان وجودها فحقيقتها أنها أسباب عدمية لها أحكام معقولة مقولة لا يمكن جحدها ولا الحكم بها فلو كانت الأعراض أعيانا وجودية لاستحال عدمها مع حكم الإمكان فيها كما استحال في كل قائم بنفسه من الممكنات ثم إنك إذا أخذت تفصل بالحدود أعيان الموجودات وجدتها بالتفصيل نسبا وبالمجموع أمرا وجوديا لا يمكن لمخلوق‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!