و من ذلك المثابرة على الجمع لما يقع به النفع من الباب 117 ما أثر الحرص في القدر إلا لكونه من القدر و كم حريص لم يحصل على طائل لعدم القابل العطاء عام و النفع خاص و تدبر قوله ﴿فَنٰادَوْا وَ لاٰتَ حِينَ مَنٰاصٍ﴾ [ص:3] عم التنادي و ما عمت الإجابة لما لم تقع هنا الإنابة الملازمة ملائمه و هي من حكم الطبع و إن جهلت من قصرت همته عن طلب المزيد فليس من العبيد لا تستكثر ما يهبك الحق و لو وهبك كل ما دخل في الوجود فإنه قليل بالنظر إلى ما بقي في خزائن الجود إياك و الزهد في المواهب فإنه سوء أدب مع الواهب فإنه ما وهبك إلا ما خلقه لك و خذه من حيث ما فيه من وجهه تعثر على كنهه
[سر الاعتماد في العباد]
و من ذلك سر الاعتماد في العباد من الباب 118 لما كانت العبودية تطلب بذاتها الربوبية كان الاعتماد منها عليها حقيقة و خليقة و لجهلهم بحكمه و معرفتهم بعلمه و توفيته لرزقه في خلقه و طلبه منهم ما لا يقدرون على أدائه إلا به من واجب حقه و علموا أن الوجوب في الحقيقة مضاف إليه و أن الأمور كلها في يديه اعتمدوا و اعتمادهم منه عليه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية