أن العزة للرسول و للمؤمنين و إن كان يعلم العزة و لكن تخيل أن حكمها له و لأمثاله هذا القائل فعزة الحق لذاته إذ لا إله إلا هو و عزة رسوله بالله و عزة المؤمنين بالله و برسوله و لهذا شرع له الشهادتين و لكن أولو الألباب لما سمعوا هذا الخطاب تنبهوا لما ذكر المؤمنين فلله العزة في المؤمنين فإنه المؤمن و للرسول العزة في المؤمنين فإنه منهم فعمت عزة المؤمنين عزة اللّٰه و رسوله فدخل الحق في ضمنهم و ما دخلوا في ضمنه لأحديته و جمعهم و أحدية الرسول و جمعهم فلهم الحضرة الجامعة و لكن نسبة العزة لله غير نسبتها له تعالى من حيث دخوله بالاسم المؤمن في المؤمنين فإن الحق إذا كان سمع العبد المؤمن و بصره كانت العزة لله بما كان للعبد به في هذا المقام عزيزا أ لا تراه في هذا المقام لا يمتنع عليه رؤية كل مبصر و لا مسموع و لا شيء مما تطلبه قوة من قوى هذا العبد لأن قواه هوية الحق و لله العزة و يمتنع أن يدركه من ليست له هذه القوة من المخلوقين و لهذا ما ذكر اللّٰه العزة إلا للمؤمنين ثم إن عزة الرسول بالمؤمنين إذ كانوا هم الذين يذبون عن حوزته فلا عزة إلا عزة المؤمن فبالعزة يغلب و بالعزة يمتنع فهي الحصن المنيع و هي حمى اللّٰه و حرمه و لا يعرف حمى اللّٰه و يحترمه إلا المؤمن خاصة و ليس المنع إلا في الباطن و هنالك يظهر حكم العزة و أما في الظاهر فليس يسرى حكمها عاما في المنع و لا في الغلبة فالمؤمن بالعزة يمتنع أن يؤثر فيه المخالف الذي يدعوه إلى الكفر بما هو به مؤمن و الكافر بالعزة يمتنع أن يؤثر فيه الداعي الذي يدعوه إلى الايمان و لما كان الايمان يعم و الكفر يعم تطرق إليهما الذم و الحمد فإن اللّٰه قد ذكر الذين آمنوا بالباطل و كفروا بالله فسماهم مؤمنين فهذا من حكم العزة و بقي الحكم لله في المؤاخذة بحسب ما جاء به الخبر الحق من عند اللّٰه فالحكيم إذا عرف الحقائق و إن حكم العزة و إن عم فلا يعم من كل وجه تعرض عند ذلك الوجود الأثر فيه عن إرادة منه بتأثير تكون فيه سعادته ﴿اِئْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ﴾ [فصلت:11] لأنها علمت أنها إن لم تجب مختارة جبرت على الإتيان فجيء بها كما جيء بجهنم و ما وصفها الحق بالمجيء من ذاتها و إنما قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية