﴿اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ﴾ [ طه:5] و قال ﴿اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة:255] و اختلف العلماء من أصحابنا في التخلق بالقيومية هل يصح أو لا فعندنا إنه يصح التخلق بها مثل جميع الأسماء و قال اللّٰه ﴿اَلرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَى النِّسٰاءِ بِمٰا فَضَّلَ اللّٰهُ﴾ [النساء:34] و لقيت أبا عبد اللّٰه بن جنيد لما جاء إلى زيارتنا بإشبيلية فسألته في ذلك فقال يجوز التخلق بها يعني بالاسم القيوم ثم منع من ذلك و ما أدري ما سبب منعه يقول اللّٰه تعالى ﴿اَلرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَى النِّسٰاءِ بِمٰا فَضَّلَ اللّٰهُ بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ﴾ [النساء:34] و كان هذا أعني أبا عبد اللّٰه بن جنيد القبر فيقي ضيعة من أعمال رندة ببلاد الأندلس فلم أزل به ألاطفه في أصحابه و أتباعه بقريته لكونه كان معتزلي المذهب حتى انكشف له الأمر فرجع عن مذهب الاعتزال القائلين بإنفاذ الوعيد و بخلق الأفعال و عرف محل ذلك فأنزله في موضعه و لم يتعد به رتبته و شكرني على ذلك و رجع لرجوعه جميع أصحابه و أتباعه و حينئذ فارقته فهذا ذكر الأحوال لا يقف عند ذكر خاص و إنما هو بحسب الحال و من حاز هذه الأحوال الثلاثة فقد حاز الوجود فالآية التي تعم جميع الأحوال في الذكر قوله ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] هذا هو الذكر العام الذي يعم جميع الأحوال و بقي ذكر التخصيص فذكر القائم ﴿اَلرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ﴾ [ طه:5]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية