فقد شارك كل مصور و ما تعلق به ذم كما تعلق بالمصورين فإنه ما صوره عليه السّلام إلا بإذن اللّٰه ثم قال ﴿فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّٰهِ﴾ [آل عمران:49] فزال من هيأة الطائر و عاد طائرا فكذلك عمل العبد إذا عمله بالإيمان من حيث إن الحق أمره بذلك العمل فقد أذن له في إنشاء تلك الصورة فقد شارك المنافق كما شارك المصورين من خلق من الطين كهيئة الطير فإن المنافق ما أذن اللّٰه له أن ينشئ صورة العمل على ذلك الحد و ما أمر اللّٰه بإنشاء صور الأعمال إلا للمؤمنين فلما وقع الاشتراك في ظاهر الصورة بين المؤمن و المنافق نفخ المؤمن بإيمانه فيها روحا فعادت حياة لا تشاهد سوى منشئها و هو هذا المؤمن فيجدها يوم القيامة حياة تشفع له و تأخذ بيده و المنافق يجدها ميتة فيقال له أحيها فلا يستطيع و هي حية في نفس الأمر و لكن بإحياء الحق و قد أخذ اللّٰه ببصر هذا المنافق عن إدراك حياتها كما أخذ اللّٰه بأبصارنا عن إدراك حياة المسمى جمادا و نباتا مع علمنا أنه حي في نفس الأمر إيمانا فإنه مسبح بحمد اللّٰه و لا يسبح إلا حي ناطق ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية