﴿وَ هُمْ لَهٰا سٰابِقُونَ﴾ [المؤمنون:61] أي يسبقونها و يسبقون إليها فالخيرات ثلاثة خيرات يكون السباق و المسارعة فيها و خيرات يكون السباق بها و خيرات يكون السباق إليها و هي قوله ﴿سٰابِقُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ﴾ [الحديد:21] و ﴿سٰارِعُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ﴾ [آل عمران:133] و السرعة في السباق لا بد منها لأن السباق يعطي ذلك و هو فوق السعي فإتيانهم بسرعة و الزائد على السعي ما هو إلا هرولة و هي نعت إلهي و إذا انفرد الحق بنعت كان له فما يأخذه العبد إلا معار الكون الحق لا يشارك في شيء أضافه إلى نفسه و ما لم يذكر بإضافة إلى اللّٰه فلك فيه التصرف إن شئت أضفته إلى اللّٰه تعالى و إن شئت أضفته إليك فإن تقدم لك إضافة ذلك إلى اللّٰه حرم عليك إن تضيفه بعد ذلك إلى نفسك فإن صورته في ذلك صورة ما أضافه الحق إلى نفسه فسواء كان ذلك منه ابتداء أو قال ذلك على لسان عبده فإن اللّٰه عند لسان كل قائل بما يقول كما هو ﴿قٰائِمٌ عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ﴾ فأنت الكتاب المشار إليه في قوله ﴿وَ لَدَيْنٰا كِتٰابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ﴾ [المؤمنون:62]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية