فينشئها مثله نشأة *** يكون بها في الورى خالقا
و يخزن أ أرضها قوتها *** فيعلمه خالقا رازقا
[الفرقان حصل للمتقين]
اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح القدس أن المتقي بمجرد تقواه قد حصل في الفرقان إذ لو لم يفرق ما اتقى
فالأمر ما بين محمود و مذموم *** فالأمر ما بين محبوب و مكروه
فكن وقايته في كل مكروه *** يكن وقايتكم في كل مألوه
و اجعله في كل محبوب وقايتكم *** و كن به بين تنزيه و تشبيه
منزه الحق لا يدري بذاك و لا *** مشبه الحق لا يدري و أدريه
فمن ينزهه عنه يشبهه *** به فهذا الذي قد قلته فيه
و ذلك أن الإنسان لا يخلو أن يجعل معبوده مثلا أو ضدا أو خلافا و على كل وجه فقد فرق بين اللّٰه و بين العالم فهذا الفرقان الذي تعطيه التقوى لا بد أن يكون فرقانا خاصا و ليس سوى الفرقان الذي يكون في عين القرآن فإن القرآن يتضمن الفرقان بذاته و إنما نسب الجعل إلى هذا الفرقان لأن التقوى أنتجه فأما أن يكون جعله ظهوره لمن اتقاه مع كونه لم يزل موجود العين قبل ظهوره أو يكون جعله خلقه فيه بعد أن لم يكن و ما هو إلا الظهور دون الخلق فإنه أعقبه بقوله ﴿وَ يُكَفِّرُ عَنْكُمْ﴾ [البقرة:271]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية