و من خيانتك رسول اللّٰه ﷺ المفاضلة بين الأنبياء و الرسل سلام اللّٰه عليهم مع علمنا بأن اللّٰه فضل بعضهم على بعض كما قال تعالى ﴿وَ لَقَدْ فَضَّلْنٰا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلىٰ بَعْضٍ﴾ [الإسراء:55] و قال ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ﴾ [البقرة:253] فله سبحانه أن يفضل بين عباده بما شاء و ليس لنا ذلك فإنا لا نعلم ذلك إلا بإعلامه فإن ذلك راجع إلى ما في نفس الحق سبحانه منهم و لا يعلم أحد ما في نفس الحق كما قال عيسى ع ﴿تَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِي وَ لاٰ أَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّٰمُ الْغُيُوبِ﴾ [المائدة:116] و لا دخول هنا للمراتب الظاهرة و التحكم و قد نهى رسول اللّٰه ﷺ أن نفضل بين الأنبياء و أن نفضله ﷺ عليهم إلا بإعلامه أيضا و عين يونس عليه السّلام و غيره فمن فضل من غير إعلام اللّٰه فقد خان رسول اللّٰه ص و تعدى ما حده له رسول اللّٰه ﷺ و أما خيانة الأمانات فيتناولها «قوله ﷺ لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم» و الخيانة ظلم فالحكمة أمانة و خيانتها أن تعطيها غير أهلها و أنت تعلم أنه غير أهلها فرفع اللّٰه الحرج عمن لا يعلم إلا أنه أمره بأن يتعرض لتحصيل العلم بالأمور فلا عذر له في التخلف عن ذلك فمن خان فيه قبل حصول العلم و هو متعمل في حصول العلم و دعاه الوقت إلى ذلك التصريف الخاص المسمى خيانة فإنه غير مؤاخذ بتلك الخيانة و لا بالتفريط فإنه في حال التعمل لتحصيل العلم و الوقت حكم بما وقع به التصرف فمن كان له هذا الذكر فإنه تحصل له به العصمة من الخيانة و يطلعه على العلم بالأهلية في كل أمانة بعناية هذا الذكر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية