فإنه ليس لهم أن يخطئوا مجتهدا لأن المصيب عندهم واحد لا بعينه و من هذه حاله فلا يقدم على تخطئة عالم من علماء المسلمين كما تكلم من تكلم في إمارة أسامة و أبيه زيد بن حارثة حتى قال في ذلك رسول اللّٰه ﷺ ما قال فإذا طعن فيمن قدمه رسول اللّٰه ﷺ و أمره و رجحوا نظرهم على نظر رسول اللّٰه ﷺ فما ظنك بأحوالهم مع القطب و أين الشهرة من الشهرة هيهات فزنا و ﴿يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ﴾ [الجاثية:27] فو الله لا يكون داعيا إلى اللّٰه إلا من دعا على بصيرة لا من دعا على ظن و حكم به لا جرم أن من هذه حاله حجر على أمة محمد ﷺ ما وسع اللّٰه به عليهم فضيق اللّٰه عليهم أمرهم في الآخرة و شدد اللّٰه عليهم يوم القيامة المطالبة و المحاسبة لكونهم شددوا على عباد اللّٰه أن لا ينتقلوا من مذهب إلى مذهب في نازلة طلبا لرفع الحرج و اعتقدوا أن ذلك تلاعب بالدين و ما عرفوا أنهم بهذا القول قد مرقوا من الدين بل شرع اللّٰه أوسع و حكمه أجمع و أنفع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية