في هذه الدنيا فيفرغ لنا منا و تنتقل الشئون إلى البرزخ و الدار الآخرة فلا يزال الأمر من فراغ إلى فراغ إلى أن يصل أوان عموم الرحمة التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] فلا يقع بعد ذلك فراغ يحده حال و لا يميزه بل وجود مستمر و وجود ثابت مستقر إلى غير نهاية في الدارين دار الجنة و دار النار هكذا هو الأمر في نفسه ففراغه من العالم هذا القدر الذي ذكرته آنفا و فراغ العالم منه من حيث الدلالة عليه لا غير و أما الوهب من العلم به فلا يزال دائما لكن من غير طلب في الآخرة مقالي لكن التجلي دائم و القبول دائم فالعلم متجدد الظهور لي على الدوام ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية