[إن قلب المؤمن أوسع من رحمة اللّٰه]
اعلم أيدنا اللّٰه و إياك بروح القدس أن رحمة اللّٰه ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] و من رحمته إن خلق اللّٰه بها قلب عبده و جعله أوسع من رحمته فإن قلب المؤمن وسع الحق كما «ورد أن اللّٰه يقول ما وسعني أرضي و لا سمائي و وسعني قلب عبدي المؤمن» فرحمته مع اتساعها يستحيل أن تتعلق به أو تسعه فإنها و إن كانت منه فلا تعود عليه و ما أحال تعالى عليه أن يسعه قلب عبده و ذلك أنه الذي يفقه عن اللّٰه و يعقل عنه و قد أمره بالعلم به و ما أمره إلا بما يمكن أن يقوم به فيكون الحق معلوما معقولا للعبد في قلبه و لا يتصف بأنه تعالى مرحوم فهذا يدلك على إن الرحمة لا تناله من خلقه كما يناله التقوى أعني تقوى القلوب كما قال ﴿وَ لٰكِنْ يَنٰالُهُ التَّقْوىٰ مِنْكُمْ﴾ [الحج:37]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية