فظهر فيه عند ذلك نفس مدبرة لذلك الهيكل و ظهرت بصورة مزاج الهيكل فتفاضلت النفوس كما تفاضلت الأمزجة كما يضرب نور الشمس في الألوان المختلفة التي في الزجاج فتعطي أنوارا مختلفة الألوان من أحمر و أصفر و أزرق و غير ذلك بحسب لون الزجاج في رأى العين فلم يكن ذلك الاختلاف في النور الذي حدث فيه إلا من المحل و لا تعين في نفسه جزءا عن غيره إلا بالمحل فالمحل عينه و المحل غيره كذلك النفوس المدبرة للهياكل الطبيعية و العنصرية فللنفوس الأثر في الهياكل بحكم التدبير و لا تقبل من التدبير فيها من هذه النفوس إلا بقدر استعدادها و للهياكل أثر في النفوس بحسب أمزجتها في أصل ظهورها عند تعيينها فمنهم الذكي و البليد بحسب مزاج الهيكل فالأمر عجيب بينهما فكل واحد منهما مؤثر فيمن هو مؤثر فيه ثم إن اللّٰه أخذ بأكثر أبصار جنس الإنس و الجان عن إدراك النفوس المدبرة الناطقة التي للمسمى جمادا و نباتا و حيوانا و كشف لبعض الناس عن ذلك و الدليل السمعي على ما قلناه قول اللّٰه ﴿وَ إِنَّ مِنْهٰا﴾ [البقرة:74] يعني من الحجارة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية