فالمترجم المتكلم و قد عرفنا إن الكلام المسموع هو كلام اللّٰه لا كلامه فتنظر ما جاء به في خطابه البرزخى و افتح عين الفهم لإدراكه و كن بحسب ما خاطبك به و لا يسمع كلام اللّٰه إلا بسمع اللّٰه و لا كلام الصورة إلا بسمع الصورة و السامع من وراء السمع و المتكلم من وراء الكلام ﴿وَ اللّٰهُ مِنْ وَرٰائِهِمْ مُحِيطٌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ من التبديل و التغيير فأما ما يدل على توحيد و إما صفة تنزيه و إما صفة فعل و إما ما يعطي الاشتراك و إما تشبيه و إما حكم و إما قصص و إما موعظة بترغيب أو ترهيب أو دلالة على مدلول عليه فهو محصور بين محكم و متشابه كل خطاب في العالم فالطور الجسم لما فيه من الميل الطبيعي لكونه لا يستقل بنفسه في وجوده و كتاب مسطور عن إملاء إلهي و يمين كاتبة بقلم اقتداري في رق و هو عينك من باب الإشارة لا من باب التفسير منشور ظاهر غير مطوي فما هو مستور و البيت المعمور و هو القلب الذي وسع الحق فهو عامرة و السقف المرفوع ما في الرأس من القوي الحسية و المعنوية و البحر المسجور رأى الطبيعة الموقدة بما فيها من النار الحاكم الموجب للحركة إن عذاب ربك لواقع أي ما تستعذ به النفس الحيوانية و الروح الامري و العقل العلوي من سيدها المربي لها المصلح من شأنها لواقع لساقط عليها إذ كانت لها المنازل السفلية من حيث إمكانها مطلقا و من حيث طبعها مقيدا ﴿مٰا لَهُ مِنْ دٰافِعٍ﴾ [الطور:8]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية