[الركبان المدبرون في إشبيلية]
لقيت من هؤلاء الطبقة جماعة بإشبيلية من بلاد الأندلس منهم أبو يحيى الصنهاجى الضرير كان يسكن بمسجد الزبيدي صحبته إلى أن مات و دفن بجبل عال كثير الرياح بالشرق فكل الناس شق عليهم طلوع الجبل لطوله و كثرة رياحه فسكن اللّٰه الريح فلم تهب من الوقت الذي وضعناه في الجبل و أخذ الناس في حفر قبره و قطع حجره إلى أن فرغنا منه و واريناه في روضته و انصرفنا فعند انصرافنا هبت الريح على عادتها فتعجب الناس من ذلك و منهم أيضا صالح البربري و أبو عبد اللّٰه الشرفي و أبو الحجاج يوسف الشبربلي فأما صالح فساح أربعين سنة و لزم بإشبيلية مسجد الرطند إلى أربعين سنة على التجريد بالحالة التي كان عليها في سياحته و أما أبو عبد اللّٰه الشرفي فكان صاحب خطوة بقي نحوا من خمسين سنة ما أسرج له سراجا في بيته رأيت له عجائب و أما أبو الحجاج الشبر بلي من قرية يقال لها شبربل بشرق إشبيلية كان ممن يمشي على الماء و تعاشره الأرواح و ما من واحد من هؤلاء إلا و عاشرته معاشرة مودة و امتزاج و محبة منهم فينا و قد ذكرناهم مع أشياخنا في الدرة الفاخرة عند ذكرنا من انتفعت به في طريق الآخرة
[الآيات المعتادة و غير المعتادة]
فكان هؤلاء الأربعة من أهل هذا المقام و هم من أكابر الأولياء الملامية جعل بأيديهم علم التدبير و التفصيل فلهم الاسم المدبر المفصل و هجيرهم ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيٰاتِ﴾ [الرعد:2]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية