فإنه يرزق و يحبب إليه الشغل بطلب الرزق أو بالصنائع العملية أو الاشتغال بالعلوم الرياضية من حساب و هندسة و هيأة و طب و شبه ذلك من كل علم لا يتعلق بالإله فإن كان مصطفى و يكون نبيا في زمان النبوة في علم اللّٰه فيأتيه الوحي و هو طاهر القلب من التقييد باله محصور في إحاطة عقله و إن لم يكن نبيا و جاء رسول إلى أمة هو منها قبل ما جاءه به نبيه ذلك لسذاجة محله ثم عمل بإيمانه و اتقى ربه رزقه اللّٰه عند ذلك فرقانا في قلبه و ليس لغيره ذلك هكذا أجرى اللّٰه عادته في خلقه و إن سعد صاحب النظر العقلي فإنه لا يكون أبدا في مرتبة الساذج الذي لم يكن عنده علم بالله إلا من حيث إيمانه و تقواه و هذا هو وارث الأنبياء في هذه الصفة فهو معهم و في درجتهم هذه فاعلم ذلك ﴿وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114]
[علماء بالله بالفطرة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية