فإنها لو تقلبت عليه أوجبت له أحكاما و عين العالم ليس كذلك تتقلب عليه الأحوال فتظهر فيها أحكامها و تقليبها عليها بيد اللّٰه تعالى فأما تقليب الحق في الأحوال فمعلوم بالنزول و الاستواء و المعية و الضحك و الفرح و الرضي و الغضب و كل حال وصف الحق به نفسه فهو سبحانه يتقلب فيها بالحكم فهذا الفرق بيننا و بين الحق و هو أوضح الفروق و أجلاها فوقعت المشاركة في الأحوال كما وقعت في الأسماء لأن الأسماء هي أسماء الأحوال و مسماها العين كما أنه لها الأسماء بنسبة غير هذه النسبة و مسماها الحق ف ﴿هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء:1] العالم القدير و أنت السميع البصير العالم القدير فحال السمع و البصر و العلم و القدرة لنا و له بنسبتين مختلفتين فإنه هو هو و نحن نحن فلنا آلات و نحن له آلات فإن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده و قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية