﴿رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] فإن له في كل فعل تجليا خاصا لا يكون إلا لعين ذلك الفعل و لهذا يتميز كل فعل عن غيره بما يخصه من التجلي
قد قلت في الحق الذي قلته *** لا ترعوي فيه و لا تأتلي
فإنه الحق الذي جاءني *** من عنده و هو العليم الولي
فكيف لي برده و هو لي *** مؤيد بكشفه كيف لي
قال اللّٰه تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] فأتى بكاف الصفة في نفي المماثلة عن المثل المفروض و لها عموم النفي حتى تقترن بها حال مخصصة إذ قصارى الناظر في ذلك التوقف حتى يرى ما تعطيه قرائن الأحوال فيها و هذه آية صاحب الدليل العقلي لكنه جاء هذا للنفي و الإثبات للمثلية باللسان العربي و المماثلة في اللسان على غير المماثلة التي اصطلح على إطلاقها العقلاء فيحتاج العاقل أن يتكلف دليلا على إن الحق أراد المماثلة العقلية و لا دليل يطلب من صاحب اللسان فيها فإنه بلسانه نزلت و على اصطلاحه و مثل هذا لا يدرك بالقياس و لا بالنظر فإنه يرجع إلى قصد المتكلم و لا يعرف ما في نفس المتكلم إلا بإفصاحه عما في نفسه و قد قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية