﴿أَلْقِ عَصٰاكَ﴾ [الأعراف:117] فرآها حية فخاف و أخبر عن السحرة أنهم ﴿فَأَلْقَوْا حِبٰالَهُمْ وَ عِصِيَّهُمْ﴾ [الشعراء:44] لا عن أمر إلهي بل عن حكم أسماء كانت عندهم لها في عيون الناظرين خاصية النظر إلى ما يريد الساحر إظهاره فله بتلك الأسماء قلب النظر لا قلب المنظور فيه و بالأمر الإلهي قلب المنظور فيه فيتبعه النظر فالنظر ما انقلب في حق النائب و الفعل في النظر و في المنظور فيه لم يكن إلا بعد الإلقاء فلما خرج عن ملك من ألقاه تولى اللّٰه قلب المنظور في حق النائب و قلب النظر في حق من ليس بنائب و له علم هذه الأسماء التي هي سيميا أي علامات على ما ظهر في أعين الناظرين فالعموم عند كشف الغطاء بالموت و انتقالهم إلى البرزخ يكونون هنالك مثل ما هم في الدنيا في أجسامهم سواء إلا أنهم انتقلوا من حضرة إلى حضرة أو من حكم إلى حكم و العارفون نواب الحق لهم هذا الحكم في الحياة الدنيا و إنما كانت النيابة هنا نيابة توحيد لأنه لا يظهر الحكم إلا بعد الإلقاء و هو أن يخرج الأمر من ملك الملقي فيتولاه اللّٰه بحكم الوكالة في حق النائب و بحكم الحقيقة في حق الساحر للغيرة الإلهية فلا يكون حكم في الأشياء إلا لله و بقي لصاحب هذه النيابة في هذه الحضرة التصرف دائما كما ذكرناه المسمى في العامة كرامات و آيات و خرق عوائد و هي عند المحققين ليست بخرق عوائد بل هي إيجاد كوائن لأنه ما ثم في نفس الأمر عوائد لأنه ما ثم تكرار فما ثم ما يعود و هو قوله في أصحاب العوائد ﴿بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [ق:15]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية