[أن لنا من اللّٰه الإلهام لا الوحي]
و اعلم أن لنا من اللّٰه الإلهام لا الوحي فإن سبيل الوحي قد انقطع بموت رسول اللّٰه ﷺ و قد كان الوحي قبله و لم يجيء خبر إلهي أن بعده وحيا كما قال ﴿وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [الزمر:65] و لم يذكر وحيا بعده و إن لم يلزم هذا و «قد جاء الخبر النبوي الصادق في عيسى عليه السّلام و قد كان ممن أوحي إليه قبل رسول اللّٰه ﷺ أنه عليه السّلام لا يؤمنا إلا منا» أي بسنتنا فله الكشف إذا نزل و الإلهام كما لهذه الأمة و لا يتخيل في الإلهام أنه ليس بخبر إلهي ما هو الأمر كذلك بل هو خبر إلهي و إخبار من اللّٰه للعبد على يد ملك مغيب عن هذا الملهم و قد يلهم من الوجه الخاص فالرسول و النبي يشهد الملك و يراه رؤية بصر عند ما يوحى إليه و غير الرسول يحس بأثره و لا يراه رؤية بصر فيلهمه اللّٰه به ما شاء أن يلهمه أو يعطيه من الوجه الخاص بارتفاع الوسائط و هو أجل الإلقاء و أشرفه و هو الذي يجتمع فيه الرسول و الولي أيضا فأصابع الرحمن للوجه الخاص و لمة الملك للوجه المشترك و الإلهام إلهي أكثره لا واسطة فيه فمن عرفه عرف كيف يأخذه و محله النفس قال تعالى ﴿فَأَلْهَمَهٰا﴾ [الشمس:8]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية