﴿يُسْقىٰ بِمٰاءٍ وٰاحِدٍ﴾ [الرعد:4] و الأرض واحدة و تختلف الطعوم و الروائح و الألوان فإن قلنا في العسل إنه حلو لذيذ فترى بعض الأمزجة تتألم به و لا تلتذ و تجده مرا و كذلك الروائح و الألوان فرأينا هذا الاختلاف يرجع إلى الإدراكات لا إلى الأشياء فرأيناها نسبا لا حقيقة لها في أعيانها إلا من حيث جوهرها ثم قيل له قف عند الإضافات و النسب تعثر على الأمر على ما هو عليه ثم قيل له إذا أيه اللّٰه بك فاعلم من أين نوديت و أين كنت و لما ذا دعيت و من دعاك و ما دعاك فكن بحسب ما ينتج لك ما ذكرته ثم قيل له السعادة في الايمان لا في العلم و الكمال في العلم فإن جمعت بينهما فأنت إذا أنت ما فوقك غاية ثم قيل له هذه حضرة الأخبار فاجعل بالك لكل خبر يأتيك فيها فإنك إن فقدتها لم تنل في غيرها ما تنال فيها و فيها من العلوم ما أذكره لك إن شاء اللّٰه فمن ذلك علم من أين صدر الأمر و النهي و جميع الأحكام و النواميس الوضعية و الإلهية و فيه علم التنبيه على حقائق الأشياء بالتصريح و التضمن و الإيماء و فيه علم خلق باطن الإنسان دون ظاهره و كم إنسان في الوجود فإذا علمت أنه ما في الوجود إلا ثلاثة أناسا الإنسان الأول الكل الأقدم و الإنسان العالم و الإنسان الآدمي فانظر ما هو الأتم من هؤلاء الثلاثة و فيه علم ما لا يعلم إلا بالإيمان و فيه علم الموازنة و فيه علم ما يؤثره القصد في الأمور مما لا يقصد و فيه علم الالتحام و فيه علم الدواوين الإلهية و الكتاب و العمال و المتصرفين و فيه علم الشروط و الشهادات و القضايا المبثوثة في العالم و فيه علم محاسبة الديوان العمال و فيه علم الحركة و السكون و فيه علم الإطلاق الذي لا تقييد فيه فإذا علمه من علمه تقيد فيه و فيه علم الميل و الاعتدال و بأيهما يقع التكوين و فيه علم الخواص في الإنسان و هي الطبيعة المجهولة و فيه علم الإهمال و الإمهال و من يتولى ذلك من الأسماء و قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية