يعني اللّٰه أو الرحمن ﴿فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ﴾ [الإسراء:110] فزاد الأمر عندهم إبهاما أكثر مما كان فإنه لم يقل ادعوا اللّٰه أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فالعين واحدة و هذان اسمان لها هذا هو النص الذي يرفع الإشكال فما أبقى اللّٰه هذا الإشكال إلا رحمة بالمشركين أصحاب النظر الذي أشركوا عن شبهة و بقي الوعيد في حق المقلدين حيث أهلهم اللّٰه للنظر و ما نظروا و لا فكروا و لا اعتبروا فإنه ما هو علم تقليد فالمخطئ مع النظر أولى و أعلى من الإصابة و المصيب مع التقليد إلا في ذات الحق فإنه لا ينبغي أن يتصرف مخلوق فيها بحكم النظر الفكري و إنما هو مع الخبر الإلهي فيما يخبر به عن نفسه لا يقاس عليه و لا يزيد و لا ينقص و لا يتأول و لا يقصد بذلك القول وجها معينا بل يعقل المعنى و يجهل النسبة و يرد العلم بالنسبة إلى علم اللّٰه فيها فمن نظر الأمر بمثل هذا النظر فقد أقام العذر لصاحبه و كان ﴿رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ﴾ [الأنبياء:107]
[إن ليلة القدر ليلة النصف من شعبان]
ثم اعلم أن اللّٰه أنزل الكتاب فرقانا في ليلة القدر ليلة النصف من شعبان و أنزله قرآنا في شهر رمضان كل ذلك إلى السماء الدنيا و من هناك نزل في ثلاث و عشرين سنة فرقانا نجوما ذا آيات و سور لتعلم المنازل و تتبين المراتب فمن نزوله إلى الأرض في شهر شعبان يتلى فرقانا و من نزوله في شهر رمضان يتلى قرآنا فمنا من يتلوه به فذلك القرآن و منا من يتلوه بنفسه فذلك الفرقان و لا يصح أن يتلى بهما في عين واحدة و لا حال واحدة فإذا كنت عنده كنت عندك و إذا كنت عندك لم تكن عنده لأن كل ﴿شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدٰارٍ﴾ [الرعد:8]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية