من عن يمين الحبيا نظرة قبل
فالعامل في يمين عن بلا شك و لكن هل عمل فيه عمل الحرفية لبقاء صورته أو عمل فيه عمل الإضافة و هو عمل الأسماء فيكون عمله من طريق المعنى الذي كساه من بدخوله عليه و يكون عن معمولا لمن أو يبقى على أصله فنقول بجواز دخول الحروف بعضها على بعض و نترك عمل الواحد منهما و نجعله زائدا كما نعمله في ما إذا جعلناها زائدة في قوله
إذا ما راية رفعت لمجد
فما هنا زائدة لأن الكلام يستقل دونها فتقول إذا راية فلا عمل هنا لها و كذلك حرف إن في قول امرئ القيس
فما إن من حديث و لا صال
فإن هنا زائدة لا عمل لها فيكون ذلك كذلك و لا مانع إذ لو حذفنا عن من قوله من عن يمين لم يختل المعنى و لا يخرج الحرف عن بابه إلى باب الاسمية من غير ضرورة و إذا أبدل الحرف من الحرف هل يعطي معنى ما أبدل منه أو هل يعطي خلافه و مما يتضمن هذا المنزل علم المراكب و الركبان و علم الزمان و علم شرف الكلام و علم شرف الذكر على الفكر و كون الحق وصف نفسه بالذكر و ما وصف نفسه بالفكر مع أنه أثبت لنفسه التدبير و هو الفكر أو يقوم مقام اللازم له و يتضمن علم الخلق و الصفات و علم البيان و علم الأحوال و علم الاستعداد و علم الإحسان و علم التجلي الوسط الأوسط الذي بين الذوق و الري في مذهب من يقول بالري و علم ثلج برد اليقين من أين حصل و علم العبودية لله دون غيره من الأشياء و ما لهذه العبودية من الآثار في العلوم و علم ما يعطيه أداء الواجبات و علم الآخرة و علم الهبات من العطايا و اختلاف أحوال العطاء و علم التقوى و أصناف الوقايات و علم نعيم الأرواح و علم العرش و الرفارف و المنابر و الأسرة و الكراسي و المراتب و أين حظ كل واحد منها و علم النقيضين و علم التداني الأعلى من التداني الأنزل و علم الظلالات و علم الانقياد بطريق الذلة و علم الطواف بالبيت و الطائفين و لما ذا يطاف به و بما ذا يطاف و علم الاصطلام و علم اللآلي و السلوك و علم الرتبة الإلهية و الدنياوية و تنوعاتها و ما المحمود منها و علم التحجيل و علم تقديس التجلي و علم الجزاء الإلهي و علم تنزيل الغيوب و علم التكليف و علم الإرادة و علم التبديل و الإبدال و علم الاختصاص و في كل صنف مما ذكرناه من العلوم علوم ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
«الباب التاسع و ثلاثمائة في معرفة منزل الملامية من الحضرة المحمدية»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية