﴿إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ﴾ [النساء:133] أي يردكم إلى الحالة التي كنتم موصوفين فيها بالعدم و إنما كان هذا عقما لأنه لم يظهر عنه وجود العين لنفسه و إن كان ظاهرا مشهودا لخالقه و من لم يشهد رجوع أعيان الصور الموجودة إلى العدم عند توجه المشيئة أو هبوب الريح العقيم قال إن ذلك لا ينتج شيئا فإن الإيجاد للاقتدار لا للمشيئة فقط و للريح اللاقحة لا للعقيم إذ لو ظهر شيء وجودي عنها لم تكن عقيما فهذا سبب الخلاف بين أهل الكشف فمتعلق النافي عين الوجود و متعلق المثبت عين الثبوت فما تواردا على شيء واحد فلا خلاف في الحقيقة إذ كان هذا الطريق عند المحققين منا لا يتصور فيه خلاف إلا أن يكون مثل هذا و هذا خلاف لفظي فإذا فسر كل واحد ما أراده بذلك اللفظ ارتفع الخلاف و يكفي ما أومأنا إليه*
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية