فإن العلم أنما يتعلق بالمعلوم على ما هو المعلوم عليه و قال ﴿لَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاّٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء:3] فوظيفة الرسل و الورثة من العلماء إنما هي التبليغ بالبيان و الإفصاح لا غير ذلك و جزاهم جزاء من أعطى و وهب و الدال على الخير كفاعل الخير فإن الدلالة على الخير من الخير فيتضمن هذا المنزل من علم الاستناد و المستند إليه أعظم الاستنادات و هو الاستناد الإلهي و هو استناد الأسماء الإلهية إلى محال وجود آثارها لتعيين مراتبها و استناد المحال إلى الأسماء الإلهية لظهور أعيانها فهذا أعلى الاستنادات و أعلى المستندات إليها و قد رمينا بك على الطريق فأدرج عليه نازلا و صاعدا و من هنا يعرف ما تخبط فيه الناس من تفضيل الفقر على الغني و الغني على الفقر و الخوض في هذه المسألة من الفضول الذي في العالم و الجهل القائم به فإن الحالات تختلف و المنازل تختلف و كل حالة كمالها في وجود عينها فالله يقول ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] فما تركت هذه الآية لأحد طريقا إلى الخوض في الفضول لمن فهمها و تحقق بها غير إن الفضول أيضا من خلق اللّٰه فقد أعطى اللّٰه الفضول خلقه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية