و لا يكون الأمر إلا هكذا فإنه هكذا وقع و لا يقع إلا ما علم أنه يقع كذا فإنه في نفس الأمر كذا لا يجوز خلافه و هنا عقدة لا يحلها إلا الكشف الاختصاصي لا تحلها العبارة و إذا فهمت هذا
[التعاون على البر و التقوى]
فاعلم أنه من آخر فصول هذا المنزل التعاون ﴿عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوىٰ﴾ [المائدة:2] فإنه يكون عنه علم شريف يتعلق بمعرفة الأسباب الموضوعة في العالم و إن رفعها عينا لا يصح إذا كان السبب علة فإن لم يكن علة فقد يصح رفع عينه مع بقاء لازمه لكن لا من حيث هو لازم له بل من حيث عين اللازم فهو لما هو لازم له على الطريقة المختصة لا يرتفع و هو من حيث عينه و إن كان لازما لغيره فيكون أثره لعينه فيوجد حكمه لعينه ففي الأسباب التي ترفع و يوجد اللازم يفعل لعينه كالغذاء المعتاد على الطريقة المختصة به يلازمه الشبع بالأكل منه و قد يكون الشبع من غير غذاء و لا أكل و مثل السبب العلي وجود اتصاف الذات بكونها شابعة لوجود الشبع فلو رفعت الشبع ارتفع كونه شابعا فمن الأسباب ما يصح رفعها و ما لا يصح و تقرير الكل في مكانه و على حده على ما قرره واضعه هو الأولى بالأكابر و ينفصلون عن العامة بالاعتماد فلا اعتماد للأكابر في شيء من الأشياء إذا وصفوا بالاعتماد إلا على اللّٰه فمن منع وجود الأسباب فقد منع ما قرر الحق وجوده فيلحق به الذم عند الطائفة العالية و هو نقص في المقام كمال في الحال محمود في السلوك مذموم في الغاية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية