﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [الأنفال:60] فانزعج إلى القيام بحق اللّٰه على قدر الاستطاعة و ما في وسعه و يتفاضل عباد اللّٰه في ذلك على نوعين على قدر ما يكشف لهم من جلال اللّٰه و على قدر أمزجتهم فإن اللّٰه قد جعل نفس الإنسان و عقله بحكم مزاج جسده فإن نفس الإنسان لا تدرك شيئا إلا بوساطة هذه القوي التي ركب اللّٰه في هذه النشأة فهي للنفس كالآلة فإن كانت الآلة مستقيمة على الوزن الصحيح ظهر حسن الصنعة بها إذا كانت النفس عالمة بالصنعة و علمهم على قدر ما يكشف لهم الحق من ذلك في سرائرهم فمنهم من يكشف له فيما تطلبه الذات و منهم من يكشف له فيما تطلبه الأسماء من حيث الدلالات النظرية و منهم من يكشف له فيما تطلبه الأسماء من حيث ما جاءت به الشرائع من المقابل و المقارن فمنهم من يقام على رأس الستين ألفا من المنازل الإلهية و منهم من يقام على رأس مائة ألف و عشرين ألفا من هذه المنازل و منهم من يقام على رأس تسعين ألفا منحصرة في ستة مقامات لا سابع لها و لا يشارك عبد في شيء من هذه المنازل بل يكون فيها كل إنسان منفردا و هو قول الطائفة إن اللّٰه لا يتجلى في صورة واحدة لشخصين ﴿قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنٰاسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾ [البقرة:60]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية