و هذا أحق ما يوجد في حق من يحب اللّٰه و هذا مقام الشبلي أداه إلى ذلك تعظيم محبوبه في نفسه و حقارة قدره فرأى أنه لا يليق بذلك الجناب العزيز إدلال المحبين فإن المحبين لهم إدلال في الحضرة الإلهية إلا المحبين الموصوفين بالغيرة فإنهم لا إدلال لهم لما غلب عليهم من التعظيم فهم الموصوفون بالكتمان و سببه الغيرة و الغيرة من نعوت المحبة فهم لا يظهرون عند العالم بأنهم من المحبين و هذا مقام رسول اللّٰه ﷺ فإنه وصف نفسه بأنه أغير من سعد بعد ما وصف سعدا بأنه غيور فإني ببنية المبالغة في غيرة سعد ثم «ذكر أنه ﷺ أغير من سعد» فستر محبته و ما لها من الوجد فيه بالمزاح و ملاعبة الصغير و إظهار حبه فيمن أحبه من أزواجه و أولاده و أصحابه هذا كله من باب الغيرة و قوله ﴿إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ﴾ [الكهف:110]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية