﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] بمحبة مهيم في كل واد و في كل حال لأن محبوبه الحق فلا يقصده في وجه معين بل يتجلى له في أي قصد قصده على أي حالة كان فهم أحق بصفة الهيمان من محبي المخلوقين فهو تعالى المشهود عند المحبين من كل عين و المذكور بكل لسان و المسموع من كل متكلم هكذا عرفه العارفون و بهذه الحقيقة تجلى للمحبين و من نعوت المحبين الزفرات و هي نار نور محرقة يضيق القلب عن حملها فتخرج منضغطة لتراكمها مما يجده المحب من الكمد فيسمع لخروجها صوت تنفس شديد الحرارة كما يسمع لصوت النار صوت يسمى ذلك الصوت زفرة و لا يكون ذلك إلا في الجسم الطبيعي خاصة و قد يكون في الصورة المتجسدة و لهذا تتصف الصورة المتجسدة عن المعنى المجرد إذا ظهر فيها و قيل هذه صورته بالغضب و الرضي كالأجسام الطبيعية كما «قال ﷺ عن نفسه إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر و أرضى كما يرضى البشر» و إذا كان الجناب الإلهي الذي ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية